الأحد، 23 أكتوبر 2022

كيف كان دور الفريق اول محمد صادق حاسماً في نصر أكتوبر



للأسف نحن لا نحسن في استخدامنا للغة العربية التفريق بين الدور الايجابي/السلبي وبين الدور النشط/الكامن. ومن هنا كانت صعوبة توصيف وفهم دور الفريق محمد صادق في نصر أكتوبر.

 

فقد اتجه التصور العام نحو التعبير عن دوره بالدور السلبي؛ والحقيقة ان دوره كان كامناً ولكن ليس سلبياً بالتأكيد.

 

لقد كان تقدير الفريق اول محمد صادق، وبناء على نتائج المفاوضات مع الاتحاد السوفيتي (المانح للسلاح لمصر وقتها)، ان هناك تأخراً نوعياً في السلاح الذي يقدمه الاتحاد السوفيتي، مقابل السلاح الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل. وبالتالي، فان خوض أي معركة مع الجانب الإسرائيلي هي معركة غير متكافئة، واقرب الى كونها مغامرة تقترب فرص نتائجها من نتيجة حرب ٦٧. وكان يعتقد ان قرار بدء أي معركة هو قرار اختياري، ولكن يصعب التحكم في مصير تطورها حين تبدأ.

 

وعلى الطرف الآخر، كان الرئيس السادات بحاجة ماسة لتحريك الوضع على الأرض في مواجهة الجانب الإسرائيلي، حتى يتمكن من جذب تدخل الولايات المتحدة في الصراع العربي الإسرائيلي، في محاولة لخلق فرصة سلام لاحت له. وكان يراهن على انه قادر على كبح جماح تطور المعركة من خلال مفاوضات وقف اطلاق النار، والالتزام بحدود تحقيق النصر وعدم تجاوزها الى ما وراءها.

 

اختلاف رؤية الرئيس السادات مع الفريق اول محمد صادق حول بدء معركة مع الجانب الإسرائيلي هو ما أدى الى عزل الأخير، وبالتالي الى انهاء دوره النشط في نصر أكتوبر، ولكن هذا لا يعني انتهاء دوره الكامن فيه.

 

لقد بقي رأيه وتقييمه بوصلة واضحة في ذهن الرئيس السادات ساعدته على تكوين موقف راسخ بالتمسك بالوقوف عند حدود النصر وعدم تجاوزها؛ رغم ضغوط ومواجهات عنيفة مع من حوله (من اشهر تلك المواجهات التي طفت على السطح ما جرى مع الفريق سعد الدين الشاذلي والأستاذ محمد حسنين هيكل).

 

صحيح لم يكن دور الفريق اول محمد صادق نشطاً في نصر الحرب والسلام الذي تحقق في أكتوبر، ولكنه حتماً لم يكن دوراً سلبياً فيه.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق