الجمعة، 5 أبريل 2013

أنا لست هو !




   كل فرد يحتاج الى أن يحصل من الآخرين الهامين في بيئته على الاعتبار الايجابي، والدفء العاطفي، والقبول..

   لذلك، فان الافراد وخاصة في مرحلة الطفولة مستعدون لانكار ادراكاتهم الخاصة، وانفعالاتهم، واحاسيسهم، بل وحتى أفكارهم من أجل الحصول على هذا الاعتبار الايجابي من الوالدين..

   وعندما يكون الوالدين أو أحدهما من الناجحين في الحياة، فان السلوك السابق من المرجح أن يمتد غالباً حتى الى ما بعد مرحلة الطفولة. حيث يبدوا - وهماً - أن ادراكات الوالدين التي قادتهم للنجاح أولى بالاتباع من الادراكات الخاصة؛ وهو لا يعدوا أن يكون خرافة، تسقط عند أول انعطافة في الظروف المحيطة ويعجز المقلد عن الانطلاق منها والانفتاح على خبراته الخاصة..

   لذلك، فانه من الأهمية بمكان، دفع وتحفيز الأبناء على أن يكونوا منفتحين على خبراتهم الخاصة، من خلال تقبل الهامون في بيئة الفرد، وخاصة الآباء في هذه الحالة، الاعتراف بامكانيات الفرد واحترامها، والاعتراف له بشخصية مستقلة.

   ولعل أشهر من حصل على اهتمام واضح وتأكيد لشخصيته المستقلة على العلن من بين الابناء الذين خلفوا آباءهم على سدة الحكم -  أو حاولوا - خلال الخمس عشرة سنة الماضية، هو: الملك محمد السادس.

   فعندما سئل الحسن الثاني يرحمه الله في العام ١٩٩٥م في مقابلة له مع شبكة فرنسية للتلفزة، عن الملك المقبل للبلاد وأسلوبه في الحكم، أجاب: "هو ليس أنا وأنا لست هو" تأكيداً منه لشخصية ابنه المستقلة، واعترافاً بأن لابنه اسلوبه الخاص في الحكم.

   هل هذه النظرية صحيحة ؟

   أظن أن جردة سريعة لحصيلة نتائج الخمسة عشر عاما الماضية يمكن أن تعطينا انطباعا قريباً لما يصلح أن يكون اجابة.