الجمعة، 15 مارس 2024

وفيك انطوى العالم الاكبر!

 


يتكون الكون من مجموعة من المنظومات المترابطة بطريقة ما:

 

.  مادة عادية،  تشكل حوالي 5% من الكون:

o   مرئية: تشمل جميع المواد التي نراها على الأرض، مثل الكائنات الحية والصخور والماء.

o  غير مرئية: تشمل بعض المواد التي لا نراها، مثل الغبار الكوني والهيدروجين والهيليوم في الفضاء بين النجوم.

 

.  مادة مظلمة، تشكل حوالي 27% من الكون:

o لا نستطيع رؤيتها بشكل مباشر، لكننا نستنتج وجودها من خلال تأثيرها على حركة النجوم والمجرات.

 

.  طاقة مظلمة،  تشكل حوالي 68% من الكون.

 

.  إشعاع،   يشكل اقل من 1% من الكون:

o    يشمل جميع أنواع الضوء، مثل الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية.


ويتفوق الانسان عن كل الكون المحيط به (بجمعيته) التي تضم نظائر كل المنظومات المنفردة في الكون، مجتمعة فيه. وهو امر غير متحقق لاي مكون غيره في هذا الكون. 

وهو راي يتصل بباب مدينة العلم، الامام علي رضي الله عنه، وفيه قال: "وفيك انطوى العالم الأكبر". ومن ابرز مؤيديه من بعده، الشيخ محي الدين ابن عربي احد رواد الفكر والفلسفة الاسلامية.

لماذا هذا الرأي من الآراء المثيرة للاهتمام والفضول؟!

لأنه الوحيد بين الآراء تقريباً الذي يقدم اجابة ممكنة لسؤال مثير للجدل: 

كيف وقف آدم عليه السلام، ووقف بجانبه ابليس، وكلاهما ملطخ بآثار خطيئته امام رب العالمين، ولكن آدم عليه السلام انتبه الى باب التوبة والمغفرة، بينما عجز ابليس عن ذلك؟!

الرأي السابق يقترح أن كل المنظومات المكونة للكون تتمايز عن بعضها (بنقاط عماء) في بعضها عن بعض. المادة المظلمة مثلاً،  لها نقطة عماء تجاه التفاعل مع الضوء، وبالتالي هي عاجزة عن القيام بابسط ما تقوم به المادة العادية، وهو الظهور في الكون، نتيجة قدرة الاخيرة على التفاعل مع الضوء.

وبالمثال، فان ابليس لم تسمح له نقاط عماءه (الطبيعية) رؤية الحالة المركبة التي يتيحها علو القدرة الالهية من الوقوف على نفس المسافة من الابتلاء بالشر والخير. بينما تفوَّق آدم عليه السلام برؤية ذلك بجمعيته الفريدة بين العالَمِين (وعلم آدم الاسماء كلها)؛ وهو ما جعله يتمتع أيضاً برؤية رواق الصمدية الذي تتبدل من خلاله تجليات ابواب الربوبية، فاستطاع ان يرى الكريم وهو يتجلى في اسم منتقم، ويستعيذ به منه؛ فكان مرضياً مطلقاً.

واظن ان ذلك مما سيظل متفرداً به الانسان الكامل، حتى عن المخلوقات التي ربما يستضيفها العالم مستقبلاً.