الأربعاء، 29 أغسطس 2018

أهمية اتفاقية استعادة سيناء في الصراع العربي - الاسرائيلي وتكريم مستحق للرئيس السادات من الكونجرس




في اطار انهاء انجلترا لانتدابها على الاراضي الفلسطينية سنة 47، قامت بتقسيم الارض الى ثلاث قطاعات: اراض عربية، واراض اسرائيلية، والقدس. واخذت موافقة اغلبية من الامم المتحدة على ذلك التقسيم؛ مما اكسبه شرعية دولية.

ثم استطاعت اسرائيل في حرب الأيام الستة - سنة 67 - من السيطرة و التوسع وصولاً الى حواف كل الحدود الطبيعية المحيطة بها. شمل ذلك: البحر الميت وهضبة الجولان شرقاً، والحدود اللبنانية شمالاً، والى البحر الاحمر وقناة السويس في الجنوب الغربي.

بطبيعة الحال، لم تتمتع الاراضي التي اخذت بالعدوان في 67 بالشرعية الدولية التي كانت تغطي الحدود الاسرائيلية التي حصلت عليها في سنة 48. 

ومن هنا تأتي اهمية اتفاقية استعادة سيناء التي استطاع احرازها الرئيس السادات – وحيداً.

لقد استطاعت الاتفاقية ان تؤسس لسابقتين مهمتين:

·   اولاً، ان الاراضي التي تم الاستحواذ عليها من قبل الجانب الاسرائيلي في 67، خارج حدود سنة 48، هي اراض تم الاستحواذ عليها بالعدوان والقوة وليس له شرعية غيرها تؤيده. 

·    ثانياً، الاعتراف الاسرائيلي الضمني بحق اصحاب الارض في استعادتها، على اساس ما جرى من اعادة سيناء للدولة المصرية. 

وبذلك يرى الكونجرس ان جهود السيد الرئيس محمد انور السادات، حتى بعد مرور 40 عاماً على توقيع الاتفاقية، هي جهود تستحق التكريم؛ فقد أسست لسابقة مهمة، ليس فقط لحقوق الدولة  المصرية؛ ولكنها قدمت لجميع الدول المتأثرة بنتائج حرب 67 سابقة قانونية لتحقيق استعادة أراضيها كخطوة حيوية في  مسار الوصول الى احلال السلام في المنطقة.







الأحد، 26 أغسطس 2018

ما الذي جرى حول طرح ارامكو مؤخراً؟



عندما نفصل الاحداث عن سياقها التي ظهرت فيه فاننا نتصور ان تطوراتها كانت دراماتيكية باكثر مما يجب! الحقيقة ان هناك سبب وجيه للغط الذي دار حول طرح ارامكو مؤخراً.
لقد صادف يوم 17 أغسطس 2018 يوم صدور تقرير ارامكو السنوي، والذي اكدت فيه كلمة رئيس مجلس ادارة الشركة على:
"إن الشركة واصلت استعداداتها لطرح حصة من أسهمها للاكتتاب العام، وهو الأمر الذي يمثل حدثًا فارقًا تنتظره الشركة ومجلس إدارتها بحماس".
ثم فوجيء الناس - بعد خمسة ايام فقط، يوم 22 أغسطس 2018 - باخبار تتحدث عن الغاء الطرح، وتناقلتها وكالات انباء وصحف رصينة. لقد تسببت الصدفة البحتة (ربما!) في وضع مصداقية كلمة رئيس مجلس ادارة الشركة/الوزير محل شك واستفهام!
الموضوع اذاً ليس طرح حصة من ارامكو او لا؛ فهذا معلوم بأنه عملياً قد انتهى التجهيز له وأصبح البت فيه أمراً سياسيأً صِرفاً. ولكن ما تسبب فيه بث الخبر هو تحريك سؤال اكثر حساسية:

ما الذي جرى خلف الكواليس خلال الخمسة ايام وقلب موازين القرار 180 درجة ولم يكن مطلعاً على تطوراته رئيس مجلس الادارة نفسه؟