السبت، 27 أغسطس 2022

النُصُب التذكاري على جبال راشمور


 

إذا نظرنا الى النصب التذكاري الحقيقي للآباء المؤسسين للولايات المتحدة المنحوت على جبال راشمور، الواقعة غرب ساوث داكوتا، يكون صحيحاً بنفس القدر ان تقول: إنك تنظر الى (النصب التذكاري للآباء المؤسسين)، او ان تقول: إنك تنظر الى (جبال راشمور).

 

اما (صورة) النصب التذكاري للآباء المؤسسين (نفسه)، المطبوعة على قطع لعبة (جيكسوبزل)، فلا يمكن القول عن أي قطعة وحيدة من اللعبة انها هي نفسها (صورة) اللعبة الكاملة؛ كما ان تلف قطعة من اللعبة، يتسبب في فقد تفصيلة من تفاصيل صورة اللعبة الكاملة.

 

لقد صور الشيخ محي الدين ابن عربي (استعداد كل موجود في الممكن الإلهي للعالم) بأن له مكان (قطعة جيكسوبزل) معينة، على مرآة غير مجلوة، تعكس صورة الأسماء الإلهية؛ وبالتالي فان كل (قُبلة حياة) من "كن" (لاستعداد أي موجود في الممكن الإلهي للعالم) فإنها تجلوا مكان قطعة الـ (جيكسوبزل) المعينة تلك على مرآة الأسماء الإلهية..

 

وبالتالي، فانه يمكن سحب الصورة التي رسمها الشيخ محي الدين ابن عربي ومد ظلها لتشمل الأفكار التالية:

 

· المساحة المجلوة عبارة عن مساحة قطعة جيكسوبزل، وبالتالي فهي مرتبطة ومؤثرة ومتأثرة في ذات الوقت بمحيطها (بمعنى ان هناك نوع ما من السببية يربطها بمحيطها).

 

· المساحات المجلوة تتطور مساحتها مع تطور ونشوء الوجود وظهوره من الممكن الإلهي.

 

· يمكننا بذلك ان نفهم معنى النص القرآني {ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعاً{ من زاوية مختلفة. وذلك ان قتلها هو إعطاب لمساحات على مرآة الأسماء الإلهية كان سيجلوها ظهور استعدادات المقتول. وبالتالي، فان قتلَه يترتب عليه جهلاً بالأسماء الالهية على قدر المساحات التي اُعطِبَت. والجهل موت بلا شك وفقد للناس جميعاً.

 

· إذا فهمنا المثال، وعرفنا ان (صورة) النصب التذكاري للآباء المؤسسين في حالة تغير مستمر نتيجة التغيرات الجيولوجية والمناخية المحيطة بها، (كل يوم هو في شأن)، عرفنا ان الأسماء الإلهية ليس لها صورة تستقر عندها، فالمَدَد لها لا ينتهي الى حد؛ وسوف نفهم قول العارفين عنها "أن الحق عند العارف هو المعروف الذي لا يُنكر".




 

الأربعاء، 3 أغسطس 2022

السؤال الفلسفي القديم: هل نحن مسيرون ام مخيرون؟

 

لو استبدلنا في دوران الارض حول الشمس كل من: القمر بـ (الإرادة المستقلة للموجود)، والأرض بـ (الموجود)، والشمس بـ (القَدَر)؛ وحافظنا على طريقة الدوران الاصلية لكل منها بدون تغيير..

 

فإننا سوف نصل الى بصائر قد تكون مفيدة في فك لغز السؤال الفلسفي القديم: هل نحن مسيرون ام مخيرون؟

 

البصيرة الأولى، هي ان الموجود متحرك في مدار القَدَر في كل وقت..

 

البصيرة الثانية، ان الإرادة المستقلة للموجود ترسم حدود قدرات واستعداد الموجود (دائرة تأثيره)..

 

البصيرة الثالثة، عندما تحوْل الإرادة المستقلة للموجود بين الموجود والقَدَر، وتستطيع ان تكسف القَدَر بشكل كلي، فإننا نكون في مقام {انما اوتيته على علم عندي}، وهو لا يحدث الا في اشد حالات الإرادة المستقلة ظلمة، وهو مقام (المحاق)، ولذلك عندما وقف فيه قارون كان ما ناسبه منه {فخسفنا به وبداره الأرض}..

 

البصيرة الرابعة، عندما يحوْل الموجود بين القَدَر والإرادة المستقلة للموجود، ويخسف الإرادة المستقلة للموجود بشكل كلي، يصبح المقام هو مقام {وما أدري ما يفعل بي ولا بكم}، ولا يحدث ذلك الا في اشد حالات الإرادة المستقلة ضياء..

 

فيما عدا ذلك، فان المقام الحاكم هو {إلا بحبل من الله وحبل من الناس}.

 

والنتيجة النهائية هي، ان حركة الانتقال بين التسيير والتخيير في سيولة مستمرة، والمطلوب هو المحافظة على هذه السيولة وليس محاولة الوقوف عند بعض منازلها. والوقوف في بعض هذه المنازل ربما كان سبب هلاك كما شاهدنا في حالة قارون.