الأحد، 28 أكتوبر 2012

مفترقات طرق في دعوة ابراهيم عليه السلام


مرت دعوة ابراهيم عليه السلام بنقطتين شكلتا مفترق طرق في مفهوم البشرية من بعده حول الفرق بين قدرة الله الذي بيده ملكوت كل شيء، والآلهة التي لا تنفع شيئا ولا تضر؛ وحول تصحيح زاوية تعلق الناس.

الأولى، عندما حاج أباه وقومه فيما يعبدون من دون الله، واستنكر عليهم تلك التماثيل التي هم لها عاكفون، وكيف يعبدون من دون الله ما لا ينفعهم شيئا ولا يضرهم ؟ فأرادوا امتحانه في قدرة الهه على نفعه، فبنوا له بنيانا وأوقدوا فيه النار والقوه في جحيمها، ولكن الحق سبحانه وتعالى أمر النار أن تكون بردا وسلاما عليه. لقد كانت تلك لحظة فاصلة اختبرالناس فيها بالتجربة الفرق بين قدرة الله الذي بيده ملكوت كل شيء، والآلهة التي لا تنفع شيئا ولا تضر.
الثانية، حين اختار الله ابراهيم عليه السلام اماما للعالمين. لقد أسست تلك اللحظة لاحداث تصحيح مهم في زاوية تعلق الناس، حيث حرصت دعوته على نقل تعلق الناس من حجارة البيت الى رب البيت.

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

التيامن فكرة عملية بسيطة ونصيحة قيمة


اذا علمت أن الجهة اليسرى من الدماغ هي التي تحرك الجانب الايمن من الجسم.. وهي المسئولة عن كل ما هو محسوب ومدقق.. وان الجانب الايمن من الدماغ - وهو الذي يحرك الاطراف اليسرى من الجسم - يتعلق بشكل اكبر بالعاطفة والفنون والابداع..


 فقد تجد في التيامن فكرة عملية بسيطة ونصيحة قيمة..


ببساطة، فكر وأطلق العنان لخيالك واستكشف ابداعات جانب الدماغ الايمن الممكنة، ولكن عندما تقرر ان تباشر أفكارك وتنفذها فعود نفسك على أن تفعل ذلك بيمينك.. (أنتم أعلم بشئون دنياكم).




الخميس، 25 أكتوبر 2012

سوق الأسهم – أين يجب أن أكون ؟


أولا وقبل أن أذكر أي شيء، لابد أن أوضح أن ما يلي ليس توصية بأي شكل من الأشكال، وليس مقصودا منها أن تؤسس لأي قرارات؛ وانما اجتهاد شخصي ردا على طلب من صديق.

الآن يمكننا أن نبدأ..

سألني صديق عزيز عن التوقعات لسوق الأسهم في المرحلة القادمة.. وأود أن أتقدم له بالشكر على حسن ظنه في امكانية أن يجد اجابة لسؤاله عندي..

ولكن من الضروري أن أذكر صديقي أنني وللأسف لست من المؤمنين بمدرسة التحليل الأساسي وخاصة بالنسبة لحالة سوق مثل سوقنا المحلي؛ وأعتقد أن التحليل الفني أكثر أمانا في التعاطي معه، ذلك أن التحليل الفني باستطاعته وبكل حيادية أن يقتفي أثر حركة المتداولين بغض النظر عن أي ضغوط جماعية أو اشاعات قد تضلل أو تشوه صورة ما يجري في السوق.

وبناء على التحليل الفني للسوق، فان المراقب له يشاهد حالة من الحالات النادرة فيه، حيث تقف القطاعات جميعها على حواف أقصى امتداد لاسعارها في ظل درجة الخطر الذي تتذبذب فيه. وهذا الأمر يطرح سؤالا مهما وهو: هل ستسطيع أن تخترق هذا الغشاء الحاجز وقد وصلت الى حافة مرونته، أم أن عدم مرونته ستجعلها تنقلب عائدة الى مراكز مختلفة لتبدأ مشوارها من جديد. بصراحة، الصورة غير واضحة وغير واثقة في ظل تطور أحداث المنطقة في الوقت الراهن.

ولكن سؤال المليون ريال الأهم في هذه الظروف هو: ماذا لو تحرك السوق بشكل ايجابي وتحسنت الظروف فجأة وبدون مقدمات فأين يجب علي أن أكون ؟ في ظل التحليل الفني، أظن أنه يجب عليك أن تكون متمركزا في ثلاث قطاعات هي: التطوير العقاري، الاعلام والنشر، والتأمين.

آمل أن يكون ما سبق قد قدم مشاركة في الاجابة على سؤالك.

الخميس، 11 أكتوبر 2012

النية مطية



تذكرت هذا المثل الجميل وأنا أطالع بعض الأنظمة التي أثبتت نجاحها، وتطورها من بداياتها الأولى في القرن الخامس قبل الميلاد وصولا إلى صورها الحديثة التي تعيش بيننا اليوم.

تذكرته وأنا أرى مدى قرب نظامنا - الحديث جداًً مقارنة بتلك التجربة الطويلة - من تحقيق نموذج موازي يحافظ على خصوصيتنا ولا يفصله عن مسابقتها سوى مقاربات بسيطة. ولكنها النوايا الصادقة، ونور البصيرة، والفطرة السليمة والعمل الجاد التي طوت لنا طول المسافة خلال هذه الفترة الوجيزة.

أظن أن تنافسية نموذجنا ستتلقى دعماً قوياً يمكِّنها من تحقيق قفزات شاسعة إذا حقق المقاربات التالية:

1. جمع هيئة كبار العلماء ومجلس الشورى تحت قبة واحدة؛ وبذلك تكتمل صورة السلطة التشريعية.

2. فطام الهيئات التي نشأت حول المؤسسة الدينية، بحيث يتم تحويل ما تطور منها وتَقبلهُ السلطة التنفيذية ضمن أجهزتها اليها؛ وتحويل البقية الأخرى الى منظمات من منظمات المجتمع المدني، تعمل فيه تحت مظلة النظام وليس في حضانة المؤسسة الدينية.

3. تفصيل الدور المزدوج للشريعة من حيث كونها المصدر للتشريع، ومن حيث هي مرجع للأحكام؛ لتحقيق السلامة لدور القضاء من الخروج عن دائرة تطبيق القوانين الى دائرة الاجتهاد وسن سابقات قانونية قد تكون مربكة للمصلحة العامة الأجدر بها مناقشتها وتطويرها تحت قبة السلطة التشريعية.

الخميس، 4 أكتوبر 2012

عندما يجانب التصور الواقع – قصة قصيرة


بعد يوم خدمة طويل ومرهق جدا..
اختل توازنه وهو ينزل الدرج..
الدرج الفاصل بين مكتبه والصالون.. فسقط..

ثم بالكاد لملم نفسه ونهض..
وارتمى على أقرب صوفا في الصالون..
غفى عندها دون أن يشعر بنفسه..
أفاق مع اول خيوط الفجر..

فوجيء بالرضوض منتشرة على جسده كله..
حتى لكأن جلده وبقع الرضوض عليه كجلد بقر..

كان جائعا.. ولم يجد في البراد ما يؤكل..
قرر النزول لشراء ما يسد به جوعه..

عندما نزل.. رآه الناس في عتمة الفجر ففزعوا منه..
اعتقدوا، وبقع الرضوض على جسده كأنها جلد بقر..
أنه بقرة هاربة.. ولعلها مصابة بجنون البقر..
فما كان منهم الا ان أحاطوا به وأجهزوا عليه !