مرت دعوة ابراهيم عليه السلام بنقطتين شكلتا مفترق طرق في
مفهوم البشرية من بعده حول الفرق بين قدرة الله الذي بيده ملكوت كل شيء، والآلهة
التي لا تنفع شيئا ولا تضر؛ وحول تصحيح زاوية تعلق الناس.
الأولى،
عندما حاج أباه وقومه فيما يعبدون من دون الله، واستنكر عليهم تلك التماثيل التي
هم لها عاكفون، وكيف يعبدون من دون الله ما لا ينفعهم شيئا ولا يضرهم ؟ فأرادوا
امتحانه في قدرة الهه على نفعه، فبنوا له بنيانا وأوقدوا فيه النار والقوه في جحيمها،
ولكن الحق سبحانه وتعالى أمر النار أن تكون بردا وسلاما عليه. لقد كانت تلك لحظة
فاصلة اختبرالناس فيها بالتجربة الفرق بين قدرة الله الذي بيده ملكوت كل شيء، والآلهة
التي لا تنفع شيئا ولا تضر.
الثانية،
حين اختار الله ابراهيم عليه السلام اماما للعالمين. لقد أسست تلك اللحظة لاحداث تصحيح
مهم في زاوية تعلق الناس، حيث حرصت دعوته على نقل تعلق الناس من حجارة البيت الى
رب البيت.