الخميس، 11 أكتوبر 2012

النية مطية



تذكرت هذا المثل الجميل وأنا أطالع بعض الأنظمة التي أثبتت نجاحها، وتطورها من بداياتها الأولى في القرن الخامس قبل الميلاد وصولا إلى صورها الحديثة التي تعيش بيننا اليوم.

تذكرته وأنا أرى مدى قرب نظامنا - الحديث جداًً مقارنة بتلك التجربة الطويلة - من تحقيق نموذج موازي يحافظ على خصوصيتنا ولا يفصله عن مسابقتها سوى مقاربات بسيطة. ولكنها النوايا الصادقة، ونور البصيرة، والفطرة السليمة والعمل الجاد التي طوت لنا طول المسافة خلال هذه الفترة الوجيزة.

أظن أن تنافسية نموذجنا ستتلقى دعماً قوياً يمكِّنها من تحقيق قفزات شاسعة إذا حقق المقاربات التالية:

1. جمع هيئة كبار العلماء ومجلس الشورى تحت قبة واحدة؛ وبذلك تكتمل صورة السلطة التشريعية.

2. فطام الهيئات التي نشأت حول المؤسسة الدينية، بحيث يتم تحويل ما تطور منها وتَقبلهُ السلطة التنفيذية ضمن أجهزتها اليها؛ وتحويل البقية الأخرى الى منظمات من منظمات المجتمع المدني، تعمل فيه تحت مظلة النظام وليس في حضانة المؤسسة الدينية.

3. تفصيل الدور المزدوج للشريعة من حيث كونها المصدر للتشريع، ومن حيث هي مرجع للأحكام؛ لتحقيق السلامة لدور القضاء من الخروج عن دائرة تطبيق القوانين الى دائرة الاجتهاد وسن سابقات قانونية قد تكون مربكة للمصلحة العامة الأجدر بها مناقشتها وتطويرها تحت قبة السلطة التشريعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق