الأربعاء، 10 أبريل 2019

عندما سقط جدار برلين (نسختنا المحلية من القصة)



عندما سقط جدار برلين في 9 نوفمبر 1989م سقط معه مجموعة من الخرافات التي كانت تستتر وراءه؛ وهذا يشبه بشكل كبير ما حدث يوم الأول من ابريل 2019م، يوم نشر التقارير المالية لشركة ارامكو.

الخرافة الاولى التي سقطت:
"ارامكو أكبر شركة في العالم".

والحقيقة أن قيمتها (الاساسية) لا تتجاوز الـ 550 بليون دولار بحسب نتائج العام 2018م، وهي نتائج لا تبتعد كثيراً عن القيمة السوقية (الناضجة) لشركة مثل اكسون موبيل (وهذا بدون تعديل البيانات لازالة أثر عدم تكافوء تكلفة انتاج البرميل من النفط بين الشركتين وهي الميزة التي ليس لارامكو يد فيها) .

الخرافة الثانية التي سقطت:
"صفقة استحواذ ارامكو على حصة مهيمنة من سابك تغني عن طرح حصة من ارامكو".

الواقع، أنها بالكاد تعوض محصِّل ضريبة دخل ارامكو عن جزء من الاستقطاع من حصته بسبب خفض ضريبة دخل ارامكو (وتكفي بالكاد لتعويضه عن فترة مالية واحدة)، هذا بخلاف أن نجاح طرح ارامكو بالقيمة المأمولة هو تغيير جذري في عمل أسواق النفط وليس مجرد مكاسب حدية محدودة كما هو حال صفقة الاستحواذ. 

الخرافة الثالثة التي سقطت:
"لسنا بحاجة لبذل جهد جاد لتنويع مصادر الدخل، موجة ارتفاعات اسعار النفط القادمة ستعصمنا من الاختناقات".

والحقيقة أن ارامكو شركة مثلها مثل أي شركة، وبالتالي فان ما يمكن أن نحصل عليه كصافي دخل منها في اطار مستوى معين من الاستثمارات الراسمالية له حد مرونة لا يمكن تجاوزه، وهو أدنى كثيراً جداً مما يتطلبه تحقيق الرؤية؛ كما أن ضغوط مصالح المستهلكين تضع قيوداً حرجة حول مستويات ارتفاعات الاسعار الممكنة. 

أما الخرافة الرابعة فهي:

"أن القيمة الأساسية المأمولة لارامكو يمكن تحقيقها (دون) ايجاد حلول مبتكرة لتداول الاكتشافات المؤكدة للنفط".