السبت، 30 مايو 2020

عندما البس الفيدرالي الامريكي (طاقية الاخفاء) لاموال الانقاذ الاقتصادي في 2008م



لابد ان يكون ملفتاً حالة الهدوء النفسي الذي صاحب قرارات دول عديدة باغلاق اقتصاداتها رغم ما يترتب على ذلك من خسائر فادحة للاسواق..

 

فحتى لو فكرت في تجاوز هذه الآثار بالعقلية التي سبقت دروس العام 2008م بطباعة كميات اضافية من النقود لمواجهة هذا الاحتياج الطاريء فمن الطبيعي ان هذا الاجراء كان سيترتب عليه اثار تضخمية سلبية مرعبة.

 

ولكن ما الذي تعلمته الحكومات من دروس من الازمة المالية في 2008م وجعلها اكثر راحة تجاه الازمة الحالية؟

 

لقد استطاع الفيدرالي الامريكي وقتها النجاح في ضخ كميات هائلة من النقود في الاقتصاد مع الابقاء على مستويات التضخم متدنية بشكل مذهل!

 

ما الذي ساعد الفيدرالي الامريكي على تحقيق ذلك؟

 

لقد ساعدته الاجراءات الثلاثة الاساسية التالية:

 

§         زيادة قبضة الدولة على الشركات الكبرى في الاقتصاد الامريكي؛ الامر الذي ساعدها على التحكم والتحفظ في درجة انفاق تلك الشركات.

§         التركيز فقط على انقاذ الشركات الكبرى التي تسببت الازمة في تعثرها، وترك الشركات الفاشلة لمواجهة مصيرها بذاتها.

§         التركيز على تشجيع متابعة النشاطات الاقتصادية عبر المنصات الالكترونية والتوسع في ذلك.

 

لقد اسهمت تلك الخطوات بشكل اساسي في التقليص من تداول النقد، وجعلت النقد الاضافي الذي تم ضخه في الاقتصاد يمر مرتدياً (طاقية الاخفاء) بعيداً حتى عن احساس اقرب اثاره المباشرة – التضخم.





الاثنين، 25 مايو 2020

الحوارات الالهية المباشرة مع الخلق في القرآن




حاولت اثناء ختمي للمصحف هذا العام أن ارصد الحوارات الالهية المباشرة مع الخلق، بصفته مصدر معصوم ومحفوظ، وأنه يحكي الرواية من احد اطرافها مباشرة..

 وقد نتج عن هذه القراءة مجموعة من الملاحظات التي احب مشاركتها معكم.

اولاً، أن مجمل المواضع التي جرى فيها حوار مباشر بين الله وخلقه مجموعها ستة عشر موضعاً، هي:

ثانياً، أن كل الحوارات جرت من مقام الربوبية وليس من مقام الالوهية. وبالتالي فقد جرت من جهة العالم الموجود وليس من جهة حضرة الذات الالهية؛ الا الحوارات التي جرت مع العزير وعيسى عليهما السلام، فقد جرت من مقام الالوهية.

ثالثاً، أطول تلك الحوارات جرت مع موسى عليه السلام، ثم تلك التي جرت مع ابليس. وتتميز الحوارات مع موسى بتنوع موضوعاتها، ومناسباتها، ووصولها احياناً الى ارشادات تفصيلية خطوة بخطوة بين السماء وموسى عليه السلام!

رابعاً، غياب كثير من الرسل عن الحوار المباشر مع الله ملفت؛ ولا شك ان حال اكثرهم دهشة هو آدم عليه السلام؛ فبالرغم من ان الله خلقه بيديه الا انه لم يدر بينه وبين خالقه اي حوار مباشر!

خامساً، استغرق الانسان اربعة اجيال تقريباً حتى يمكنه اجراء أول حوار مقتضب جداً دار بين الله ونوح عليه السلام؛ والى سبعة عشر جيلاً او تزيد ليصل الى حوار مباشر موسع وطويل نسبياً بين الله والانسان من خلال الحوارات مع موسى عليه السلام.

على أمل العودة مجدداً لاستكشاف مزيد من جوانب الحوارات الالهية مع الخلق، ارجو من كل مهتم مشاركة انطباعاته في خانة التعليقات على المقال.

أطيب التمنيات.. وعيداً سعيداً لكم ولكل من تحبون..