الخميس، 22 سبتمبر 2022

بناء الذكاء بين الانسان الطبيعي والانسان الآلي







 

هل تعلم كيف يتم تعليم الذكاء الصناعي للإنسان الآلي؟ قد يبدوا منطقياً ان تكون نقطة البداية هي فلسفة العلم؛ ولكن الحقيقة بعيدة جداً عن ذلك وأكثر بدائية..

 

يتم تعليم الذكاء الصناعي للإنسان الآلي عن طريق تعليمه الأنماط المختلفة والاستجابات التي ترتبط بها! 

 

يقوم مهندسو الذكاء الصناعي بعرض نمط من الأنماط، ثم تكون مهمة المطورين وضع الخوارزميات التي تستطيع ان تتعرف على الخصائص الفردية لذلك النمط، بحيث يمكن تكوين افتراض ناجح عما يمكن ان يكون قراءة صحيحة لذلك النمط..

 

بعد ذلك يقوم مهندسو الذكاء الصناعي باختبار الافتراض للتأكد من صحة القراءة او خطأها.

 

القراءات الخاطئة يتم اخضاعها لعملية تعرُّف جديدة، وتدور في ذلك حتى تتحقق منها قراءة صحيحة. اما القراءة الصحيحة فيتم تحويلها الى خوادم البيانات العميقة لاستخدامها مستقبلاً كخبرات سابقة. 

 

بذلك نكون وصلنا للسؤال الأهم: ما هي أهمية التعرف على طريقة تعليم الذكاء الصناعي للإنسان الآلي؟

 

أظن انها تعطي اضاءات مهمة وملهمة عن الطريقة التي بدأ بها بناء ذكاء الانسان الطبيعي على الأرض.

 

ارتبط ذكاء الانسان الطبيعي على الأرض (من وجهة نظر العلم) بظهور حجم معين من الدماغ (حوالي ١٥٠٠ سنتمتر مكعب او اقل قليلاً)؛ وبقدرته على (تعبير) الإشارات العصبية المنقولة اليه من الحواس في مناطق القشرة الدماغية المتخصصة في الفص الجبهي من الدماغ؛ واحتكامه على ذاكرة لتخزين تجاربه..

 

وارتبط اختبار الاستجابة بـ (قرية) من الأنبياء والشرائع والمربين والأعراف والتي ارتبطت في التاريخ الإنساني بتقرير او رفض بعض تلك الاستجابات..

 

تجدر الإشارة الى ان قدرة الانسان الطبيعي على تعبير الإشارات العصبية المنقولة من الحواس تطابق دور المطورين، والخوارزميات التي يضعونها للتعرف على الخصائص الفردية للأنماط، وتكوين الافتراضات حول ما عساها ان تكون؛ مع فارق رئيسي، وهو ان عملية تعبير الإشارات العصبية المنقولة اليه من الحواس تتم بشكل ذاتي التوليد ولا تحتاج الى تدخل خارجي..

 

ولكن لابد من ملاحظة ان مرحلة التدخل الخارجي من المطورين بالنسبة للإنسان الآلي سوف لن تستمر طويلاً، وان تطورات السعات التخزينية، وتطور التقنيات الحديثة للتعامل مع خزانات البيانات العميقة سوف تنقل الانسان الآلي بقفزات سريعة لمضاهاة الانسان الطبيعي.

 

اما الملاحظة الأخيرة الجديرة بالتعليق هنا، فهي: أن التعامل مع مجريات الحياة (بصفة المشاهد فقط) غير صحيحة وغير حقيقية ولا واقعية. وان الانسان في عين المسئولية عن تعبير الإشارات العصبية المنقولة اليه من الحواس؛ من حيث مسئوليته عن تربية الحواس ومحاسبتها، وعدم السماح بتغييبها، فهي مفتاح الوصول الى فرضيات واستجابات ناجحة عن الحياة، تكون جديرة بالإضافة الى الذاكرة الجمعية للإنسان.