الاثنين، 26 أبريل 2021

حول نظرية النسبية ولقاء موسى والخضر عليهما السلام


 

من أكثر القصص الملهمة لتقديم شرح مبسط للنظرية النسبية قصة لقاء موسى والخضر عليهما السلام؛ ففيها العديد من المشاهد التي تصلح لتوضيح بعض ظواهر النظرية الأساسية.

 

ولكن قبل البدء، تجدر الإشارة الى أن الكاتب هنا لا يحاول أن يقدم تفسيراً للآيات القرآنية التي حكت الحادثة، ولكن الغرض فقط هو الاستعانة ببعض مشاهدها التي تخدم  عرض الموضوع.

 

ربما من المناسب أن نبدأ بتهيئة المشهد للقاريء قبل تقديم العلاقة بين النظرية والقصة التي بين أيدينا.

 

لنتصور اولاً الخضر في مكان ما خارج الكرة الأرضية؛ ونعرف أنه شخصية اطلعها الله على علمه اللدني، وبالتالي فإن علمه أبدي (ونقصد من علمه بأنه أبدي تحديداً انه يستوي في علمه وجود الماضي والحاضر والمستقبل).

 

 وعلى الطرف الآخر موسى عليه السلام على سطح الأرض، والتي تتحرك بالنسبة للخضر بسرعة دوران الأرض والتي تقدر بـ ٤٦٠ متر/ثانية.

 

بالنسبة للخضر، فان التوقيت المحلي لموسى يسير بوتيرة ابطأ من وتيرة توقيته هو (بسبب ظاهرة تمدد الزمن التي هي من ظواهر النظرية النسبية). وبالتالي فإن الخضر توقع وصول موسى الى نقطة اللقاء في فترة زمنية أطول من الفترة الزمنية الفعلية للوصول الى نقطة اللقاء بالنسبة لموسى؛ ونتيجة لذلك وجدنا موسى وصل فعلياً الى نقطة اللقاء قبل الخضر.

 

أما بالنسبة لرؤية مستقبل الاحداث الذي قدمه الخضر خلال تفاصيل القصة، فان علمه الأبدي الذي اكتسبه من اطلاع الله له على علمه اللدني جعل مسألة السببية بين الأحداث تصبح مجرد سببية ظاهرية؛ وأصبح بالتالي العلم بكل حدث مستقل ومطلق عن أي علائق بينها؛ وبالنتيجة فإن مسألة الانتقال عبر السلسلة الزمنية لأي حدث تصبح أمراً ممكناً، على الأقل من الناحية النظرية.