الخميس، 27 ديسمبر 2012

القضاء على أمية التدبير


لقد ساد ولفترات طويلة الاعتقاد أن المعرفة وحدها تكفي.

بمعنى أنه اذا توفر للشخص المعرفة الكافية، فان الانجاز يصبح في منتهى الوضوح والبساطة. ولكن الواقع في الحقيقة غير ذلك. فان شواهد الواقع لما تزال تؤكد باستمرار أن المعرفة قد تعين بعض الشيء على الانجاز، ولكن المعول الأساس هو في القدرة على التدبير.

ففي سبيل الانجاز هناك أناس لابد من التعامل معهم، هناك قرارات لابد من اتخاذها، هناك استراتيجيات لابد من بناءها ومتابعتها، هناك خطط لابد من وضعها وتطبيقها، هناك أوضاع لابد من تقييمها والاختيار من بينها؛ وكل ذلك يحتاج الى جانب كبير من القدرة على التدبير.

لذلك فانه من الضروري علاج "أمية التدبير" في أي اصلاحات للبرامج التعليمية الجديدة بادراج المهارات المهمة للتدريب على التدبيرضمن مناهجها، مثل: تفهم وجهة نظر الآخر، مراعاة الأولويات، وضع الأهداف، التعرف على البدائل والاختيار بينها، استقراء النتائج، تكوين رؤى مستقبلية، اتخاذ القرارات، معالجة التعارض والاختلاف، الخ.

هل يمكن أن نرى مستهدفا تعليميا يعتني بمحو أمية التدبير بحلول 2025 مثلا، اتمنى ذلك.

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

هل المصالحة بين الدين والعلمانية ممكنة ؟



معظم التباينات بين الدين والعلمانية تسير في غطاء من المواقف الشخصية، ولذلك فانه ليس من السهل مناقشتها أو التعليق عليها لخصوصيتها؛ الا انها في الميدان السياسي مضطرة للظهور في منطقة عامة ومكشوفة، وبالتالي يمكن فحصها ودراستها بوضوح وسهولة.

تظهر المواقف القلقة لكل من الفريقين في الأطراف القصوى لكل منهما، حيث تجد:

§   التشدد الديني تجاه أي تسويات أو تنازلات تمس الأفكار عن الدين –  وليس الدين –  في معالجة القضايا السياسية.

§      والانزعاج والانفعال العلماني الرافض تجاه أي اشارة أو تلميحة الى الدين في أي معالجة.

وبين هذين الموقفين، هناك من يرى ضرورة المصالحة بينهما، ويعتقد أن هذه المصالحة ممكنة ومفيدة، ويقترح بعض الأفكار والمباديء لتحقيق ذلك.

يرى هذا الفريق الأخير أن النجاح العلماني، الحقيقي بلا شك، في نزع فتيل النزاعات الدينية لا يعطيه الحق في انكار أن الدين أيضا تمكن من انجاز العديد من أقوى الحركات السياسية - وعلى المستوى العالمي. وأن العديد من القضايا السياسية لها أساس أخلاقي؛ ولا مجال للمكابرة والانتقاص من قدرة الدين على تقديم اسهام مفيد وايجابي في حلها. كما أن أي خطاب متصادم مع الدين مع الشعوب المتدينة سيظل معزولا عن وجدانها واستجابتها مهما كانت الفائدة التي يدعيها.

وعلى الجانب الآخر، فان التشدد الديني في القضايا السياسية لابد أن يبدي بعض التواضع عندما يدعي قدرته على فهم غاية الله وحكمته في أي أمر، وأن يقبل أن تكون مقترحاته خاضعة من هذا المنطلق للحجة والحوار، وأن يبدي قدرا أكبر من ضبط النفس لمقاومة اغراء اتهام المخالفين في الرأي بسوء النية والانحراف.

ميزة ما سبق أنه يمثل جانب من حزمة الأفكار والمباديء التي حملها معه السيد اوباما الى البيت الأبيض؛ وبالتالي فمهمته تشكل حالة دراسية مهمة في هذا الموضوع تستحق الانتظار والمراقبة خلال السنوات القادمة لتقييم مدى قدرتها فعليا على ايجاد مصالحة بين هذين الطرفين من عدمه.

الخميس، 13 ديسمبر 2012

سعيد الحظ في السياسة ..




§     من استطاع أن يجمع الأموال التي تحتاجها حملته قبل أن تنتزع آخر طبقة من طبقات وجهه.

§    من استطاع أن يحشد أصوات الجمعيات والمنظمات خلفه دون أن يتقيد بدعم مطالبات ومناصرة  قضايا لا يؤمن بها.
§    من استطاع أن يقدم حملة اعلامية ناجحة بدون الحاجة لخلع أنصاف الحقائق لاثارة المتابعين.

§       من استطاع أن يمنع نفسه عن تحالفات مفيدة على حساب مقترحات أكثر فائدة.

§        من استطاع أن يسلم من دعايات خصومه السلبية.

الأحد، 9 ديسمبر 2012

واحة تحقيق الأحلام الطيبة



تمثل المملكة في وسط واقع جيرانها المحروم والمكلوم واحة أمل لتحقيق طموحات الحياة الطيبة. وككل الواحات المثيلة في العالم فانه من المتوقع أن تكون حاشدة بالوافدين.

التوصية الدائمة لجميع هذه الواحات، أن لا تهتم الخطط الرسمية لسوق العمل فيها بالمزيد من دفع المواطن ليكون مزاحما للـ 80% التي تمثل القاعدة العريضة من الوظائف والمهن على حساب الخطط التي تهتم برفع تأهيله لدرجة تلائم المنافسة العالمية مع الـ 20% المتميزة واصحاب الكفاءات الفنية النادرة التي تحيط به في سوق العمل.

نبذل الكثير في الاتجاه الاول، ونحتاج أن نبذل المزيد في الاتجاه الأخير.