الأربعاء، 29 يونيو 2016

المنصات اللوجستية – الفرصة والتوقعات



المنصة اللوجستية هي أحد ثلاث مرتكزات تقوم عليها رؤية المملكة العربية السعودية – 2030، والمشاركة التالية هي محاولة لتسليط الضوء على بعض الانشطة والاعمال التي من الممكن أن تكون مجالات لمحتوى محلي مهم يخدم هذا الاتجاه.


بطبيعة الحال، تطوير مناطق المخازن والمستودعات (للبضائع العامة) واحد من أكبر الانشطة في هذه المنصات؛ وكذلك المستودعات (المبردة والثلاجاتوصوامع الحبوب.

ومن المجالات المهمة أيضاً، شركات تخليق الزيوت (لتوليف مواصفات الزيوت بحسب متطلبات أسواق التصدير)، وأنشطة توزيعها للاسواق الدولية والمجاورة.

كذلك محطات التوزيع المركزية للمنتجات البترولية - وهو نشاط نتوقع أن نرى للقطاع الخاص المستقل دوراً متنامياً فيه.

ومن أبرز المجالات التي لم تجد اهتماماً سابقاً يليق بها في المنصات اللوجستية عندنا، الشركات التي تقدم خدمات تخزين وادارة المعلومات والسجلات وأمنها. هذا مجال عائداته (بليونية) عالمياً ولا يبدو أنه يحظى باهتمام كافي هنا. مدينة الملك عبد الله الاقتصادية لمست هذا الاحتياج من خلال عميل مثل الخطوط السعودية، ولكن لا يبدو أنها توجهت لاستقطابه كقطاع مستقل هائل في ضخامته.

ومن ضمن القطاعات المتوقع لها أن تنشط وتقابل رواجاً كبيراً في ظل هذه المنصات، قطاع شركات الشحن ومؤسسات التخليص الجمركي.

قطاع شركات الشحن من الشركات كثيفة الأيدي العاملة وتحتاج الى مستويات تدريب بسيطة؛ وهي بذلك قطاع مثالي لسعودة وظائفه.

ويرتبط به قطاع الشركات المنتجة للتطبيقات والحلول الالكترونية المتعلقة بأنظمة عمل شركات الشحن؛ وتلك المتعلقة بتتبع الشحنات عبر وسائل النقل المتعددة؛ وكذلك الحلول القادرة على الربط والتكامل مع منصات الحكومة الالكترونية؛ الأمر الذي يسهم في تسهيل الاجراءت والتمكين لابتكار حلول وخدمات جديدة.


أما قطاع التخليص الجمركي، وبحكم أن تراخيصه خاضعة لشروط ضيقة من قبل الجهات المنظمة، وأن طبيعة خدماته أدق تخصصاً من حيث ارتباطها باستشارات جمركية، ومسئولية دفاع عن مصالح أصحاب البضائع أمام مصلحة الجمارك، فربما كانت الحاجة الماسة حالياً والأولى بالمتابعة هي الاعتناء بتطوير كفاءات محلية للقيام بهذا الدور وعلى مستوى منافس عالمي.

يبقى من هذه المنظومة قطاع النقل بجميع وسائطه، وهو قطاع هائل يحتاج الى حديث أوسع مما تحتمله هذه المشاركة، ولكن تأكيداً لنا عودة قريبة اليه.



الجمعة، 24 يونيو 2016

وضاع هابيل.. قتله صلاحه وقوته




هل البقاء للاصلح؟
غير صحيح.

هل البقاء للاقوى؟
كمان غير صحيح.

البقاء حقيقة للمضطر
الذي شريعته نفسه!

كان هابيل
هو الاصلح

وكان هو الاقوى..
كان يأوي الى
ركن شديد

قال: لئن بسطت
الي يدك لتقتلني
ما انا بباسط يدي
اليك لاقتلك.

اني أخاف الله.


النتيجة..
بسط اليه قابيل
يده وقتله...

وبقي قابيل!

وهلك هابيل..
ضحية صلاحه
وقوته.




الثلاثاء، 14 يونيو 2016

قراءة في شخصية جيل الثورة التكنولوجية



مما يميز جيل الثمانينات وما بعدها، أنه الجيل الذي صاحب انتشار الثورة التكنولوجية حول العالم. وقد أثرت هذه الثورة التكنولوجية في احداث بعض التغييرات على الجوانب الاجتماعية لأفراد هذا الجيل؛ وقد يكون من المفيد الالتفات اليها، فهي تمثل المستقبل الذي ينبغي أن نتفهمه حتى نستطيع الانتقال اليه بسلام ووئام.

بداية، يمكننا القول أن كل الأجيال التي سبقت هذا الجيل كانت تحلم أن تتحقق لها أسطورة العثور على المصباح السحري الذي يلبي لها أي شيء بمجرد طلبه. أما هذا الجيل، فهو ربما أمكن القول أنه أول جيل يتحقق له ذلك فعليا. فبمجرد كبسة زر، ينفتح العالم كله بين يديه ليختار منه ما يريد، ويطلب توصيله الى حيث يشاء.

هذا الوضع أعطاه احساسا بالتفوق والتميز على الأجيال التي سبقته، ولذلك فانه ليس من المستغرب تعلّق هذا الجيل بشكل غير معهود من قبل بالعلامات التجارية الشهيرة. فهي تمثل جزءاً أساسياً من ابراز هذا التميّز. كما أن الاحساس بالتفوق عن سابقه من الأجيال يجعل اعتماده على أقرانه أقوى من رجوعه الى الخبرات التي سبقته.

ومما فتحت أمامه الثورة التكنولوجية، مصادر لا نهائية من المعلومات في أي موضوع تقريبا، مما يخطر أو لا يخطر على البال. الأمر الذي أسقط وبلا رجعة احتكار العلم والمعرفة في رموز بعينها. كما أسقطت سطوة الرأي الواحد. فقد أصبح من السهل العثور على طيف عريض من الآراء في أي موضوع، واستعراض آراء عديدة حوله.

وقد مكنته الثورة التكنولوجية، التواصل عن بعد مع الآخرين. ورغم كل الايجابيات لهذا التمكين، الا ان التواصل الغير مباشر أفقده مهارة مهمة جدا في التواصل الاجتماعي، هي: القدرة على الفصل بين المساحة الشخصية للفرد والمساحة الاجتماعية.

ومما اتاحته ايضا، الانفتاح على بيئات العمل حول العالم وما ترتب على ذلك من تغيير لتوقعاته بشكل جذري حول هذا الموضوع.

كيف يمكن قراءة ما سبق ؟

§        ان اهم وسائل التواصل مع هذا الجيل هو من خلال العلامات التجارية الشهيرة وضغط الأقران. ولذلك، لابد من تذكير المنشآت بهذا الدور المهم وتشجيعها على الاهتمام بما تبثه من قيم في المجتمع؛ ومن خلال صناعة مشاهير من أقرانه تستطيع تقديم القيم الجيدة له.
§        ضرورة الانتقال الى اسلوب القدوة والتوجيه اذا أردنا تحقيق نتائج حقيقية، بدلا من اسلوب التعليمات المباشرة والذي لا يخدم الا توسيع مساحة الجدل.
§        ضرورة نشر الوعي بأهمية الفصل بين المساحات الشخصية والمساحات الاجتماعية. كثير من المآسي الاجتماعية والملاحقات القضائية التي سمعنا عنها يمكن ارجاعها مباشرة الى غياب هذا الوعي.
§        لابد من الاهتمام بشكل جاد بتحسين بيئات العمل. ولعل من ابرز الوسائل لتحقيق ذلك هو العمل على تحفيز و توسيع مشاركة الشركات – عامة أو خاصة على السواء – للسباق في هذا المضمار. 


  

الأربعاء، 8 يونيو 2016

برنامج التحول الوطني و (المحتوى المحلي)




أود أن أبدأ بموقف صغير كنت طرفاً فيه. شاهد أحد أبنائي جارنا المقابل لنا يفتح فتحة (چراج) في سوره المقابل لنا (وهي ضمن منطقة عادة ما نوقف سياراتنا فيها)؛ ولكنه عندما نقل لي الخبر نقله كالتالي: لقد خسرنا موقفاً لسيارة!

أعجبني تعبيره! حيث لم تشغله المعرفة التي حصلت عنده عن التأثير العملي لنتيجة هذه المعرفة. انتهى.

الشاهد، ما أخشاه هو أن ينشغل الناس بالتفاصيل المنشورة عن برنامج التحول الوطني والذي قامت الدولة مشكورة بنشره كفالة منها للشفافية والمشاركة عن أهم دور تمليه المرحلة - أن يبحث الناس عن (محتوى محلي) كل فيما يناسبه ليكون له به دور وفرصة في تحقيق البرنامج.

أرجو أن لا تشغلنا المعرفة، عن الدور والفرصة التي أتاحتها.