تدعيم
مهارة سرعة اتخاذ القرار
في
ظل ظروف ضاغطة ومعلومات محدودة
تدعيم
مهارة سرعة اتخاذ القرار في ظل ظروف ضاغطة ومعلومات محدودة تحتاج الى الاعداد في
نواحي متعددة ، وما يلي القاء ضوء على بعض هذه النواحي :
أولا
، أن متخذ القرار في هذه الظروف قد لا يتوفر لديه مرجعية تساند قراره غير حدسه
الشخصي. وعليه فلابد أن يكون متمتعا بقدر كبير من الاعتداد بالنفس .
كذلك
، لابد أن يكون متخذ القرار قادرا على تمالك نفسه وتفادي الانفعال الشديد مع الحدث
. فقد أثبتت الدراسات أن شدة الانفعال بعد عتبة معينة تفقد الانسان عمليا كل ما
يميزه كانسان من حيث قدراته العقلية .
كما
أنه من الضروري لمتخذ القرار في مثل هذه الظروف أن يحسن التعامل مع ضيق الوقت الذي
هو سمة أساسية فيها . وان كان من المعلوم عدم قدرته على ابطاء عجلة الزمن ، فانه
عوضا عن ذلك ، يمكنه العمل على ابطال أثر العوامل التي تسهم في سرعة تواتر الاحداث
؛ وبالتالي يستطيع اطالة الوقت المتاح أمامه لاتخاذ القرار .
ومما
قد يلجأ اليه متخذ القرار في ظل ظروف مماثلة ، كسبا للوقت ، الاستعانة برأي خبير .
ولكن ذلك لا يتوفر على الأغلب لمتخذي القرار الذين يضطرون لاتخاذ قراراتهم في ميادين
العمل معزولين عن أي دعم من أراء الخبراء .
ولمثل
هذه الفئة الأخيرة فان انجع الاساليب لمواجهة الحدث تكون بالمعالجة الاستباقية . بحيث
يتم توقع الحدث قبل حدوثه والاستعداد له بشكل مسبق والتدرب على اتخاذ القرارات
الملائمة في ظروفه . وقد أثبتت الممارسة أن ذلك من شأنه أن يحسن كثيرا من جودة
القرارات المتخذة وسرعتها عند وقوع الحدث فعلا .
وكذلك
فان المعالجة الاستباقية للاحداث تعطي انطباعا مفيدا عن العوامل المؤثرة فعلا في
معالجة الحدث ولها ارتباط قوي بعلاجه ؛ وبالتالي لا يتشتت متخذ القرار وسط
المعلومات الزائدة والمتضاربة غالبا والتي تتدفق مع الحدث .
هذا
من جهة ، ومن جهة أخرى فان المعالجة الاستباقية تمكن أيضا من اعداد شجرة للقرارات
التي يجب اتخاذها تلقائيا في حالة حدوث الحدث ؛ وبالتالي تسهل التحرك الايجابي
السريع والتلقائي ، واتخاذ الخطوات اللازمة بدون اعاقة من التشويش والفوضى التي قد
تقترن مع الحدث .
وأخيرا
، اذا كان الحدث يحتاج الى فريق من متخذي القرار ، فلابد من الاتفاق على أدوار
محددة بينهم ثم الاعتماد على حكمة أفراد الفريق وخبرتهم وحسن تقديرهم في اتخاذ ما
يلزم ، والتقليل الى الحد الأدنى من اعتراض حركتهم طلبا لتفسير منطقهم . فقد أثبتت
الدراسات أن طلب تفسير منطق التصرفات يؤثر سلبا على جودة القرارات المتخذة .