الثلاثاء، 29 يناير 2013

قراءة لكتاب BLINK



تدعيم مهارة سرعة اتخاذ القرار
في ظل ظروف ضاغطة ومعلومات محدودة

تدعيم مهارة سرعة اتخاذ القرار في ظل ظروف ضاغطة ومعلومات محدودة تحتاج الى الاعداد في نواحي متعددة ، وما يلي القاء ضوء على بعض هذه النواحي :

أولا ، أن متخذ القرار في هذه الظروف قد لا يتوفر لديه مرجعية تساند قراره غير حدسه الشخصي. وعليه فلابد أن يكون متمتعا بقدر كبير من الاعتداد بالنفس .

كذلك ، لابد أن يكون متخذ القرار قادرا على تمالك نفسه وتفادي الانفعال الشديد مع الحدث . فقد أثبتت الدراسات أن شدة الانفعال بعد عتبة معينة تفقد الانسان عمليا كل ما يميزه كانسان من حيث قدراته العقلية .

كما أنه من الضروري لمتخذ القرار في مثل هذه الظروف أن يحسن التعامل مع ضيق الوقت الذي هو سمة أساسية فيها . وان كان من المعلوم عدم قدرته على ابطاء عجلة الزمن ، فانه عوضا عن ذلك ، يمكنه العمل على ابطال أثر العوامل التي تسهم في سرعة تواتر الاحداث ؛ وبالتالي يستطيع اطالة الوقت المتاح أمامه لاتخاذ القرار .

ومما قد يلجأ اليه متخذ القرار في ظل ظروف مماثلة ، كسبا للوقت ، الاستعانة برأي خبير . ولكن ذلك لا يتوفر على الأغلب لمتخذي القرار الذين يضطرون لاتخاذ قراراتهم في ميادين العمل معزولين عن أي دعم من أراء الخبراء .

ولمثل هذه الفئة الأخيرة فان انجع الاساليب لمواجهة الحدث تكون بالمعالجة الاستباقية . بحيث يتم توقع الحدث قبل حدوثه والاستعداد له بشكل مسبق والتدرب على اتخاذ القرارات الملائمة في ظروفه . وقد أثبتت الممارسة أن ذلك من شأنه أن يحسن كثيرا من جودة القرارات المتخذة وسرعتها عند وقوع الحدث فعلا .

وكذلك فان المعالجة الاستباقية للاحداث تعطي انطباعا مفيدا عن العوامل المؤثرة فعلا في معالجة الحدث ولها ارتباط قوي بعلاجه ؛ وبالتالي لا يتشتت متخذ القرار وسط المعلومات الزائدة والمتضاربة غالبا والتي تتدفق مع الحدث .

هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فان المعالجة الاستباقية تمكن أيضا من اعداد شجرة للقرارات التي يجب اتخاذها تلقائيا في حالة حدوث الحدث ؛ وبالتالي تسهل التحرك الايجابي السريع والتلقائي ، واتخاذ الخطوات اللازمة بدون اعاقة من التشويش والفوضى التي قد تقترن مع الحدث .

وأخيرا ، اذا كان الحدث يحتاج الى فريق من متخذي القرار ، فلابد من الاتفاق على أدوار محددة بينهم ثم الاعتماد على حكمة أفراد الفريق وخبرتهم وحسن تقديرهم في اتخاذ ما يلزم ، والتقليل الى الحد الأدنى من اعتراض حركتهم طلبا لتفسير منطقهم . فقد أثبتت الدراسات أن طلب تفسير منطق التصرفات يؤثر سلبا على جودة القرارات المتخذة . 


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق