اذا أردنا قراءة ما يحدث في الشرق الأوسط
فلابد أن نقرأ الاستعدادات التي مر بها. وشخصياً أعتقد أن أجود قراءة لذلك تعتمد
على فحص المناورات التي جرت منذ اندلاع الازمة الأخيرة والتي فجرتها اخفاقات
الثورة السورية.
نتيجة تلك الاخفاقات
ظهرت على الساحة حرب غير نظامية بقيادة الجيش الحر (الصمصام)؛ وبشكل مواز لها ظهرت
عمليات نوعية من مثال حادثة خلية الأزمة (نمر 2)؛ ثم سادت فترة طويلة من المحاولات
المستمرة لاقناع الولايات المتحدة ودول المواجهة بالدخول لاحداث التغيير بشكل
مباشر (الأسد المتأهب)، والتي يبدو أن تردُّد الولايات المتحدة حَوَّلَها الى استراتيجية
دفاعية قابلة للتفعيل في حال تعرض أي من دول المواجهة للاعتداء بشكل مباشر.
فما هو القادم؟ بقيت هناك مناورة (نسر الأناضول)
وأطرافها بالاضافة الى دول المواجهة تشمل حلف الناتو ودول الخليج العربي اضافة الى
باكستان. ويبدو أن وجود باكستان في هذه المناورات فرضته ظروف امكانية:
§ تطور الأحداث بشكل متسارع قد يهدد أمن واستقرار أراضي
المقدسات الاسلامية بما تدعو الحاجة معه الى انتشار بري رادع فوري وسريع، أو
§ حصول تطور نوعي مباغت فيما يتعلق بالتهديد
النووي الايراني تحت أي ظروف
وفي ظل المواقف المعلنة لمعظم الأطراف المشاركة في المناورة، من
عدم مشاركتها في مهام قتالية، فان الدور الباكستاني - في ظل
هذه المنظومة - قد يصبح في لحظة ما الأكثر حيوية لمواجهة التداعيات التي قد تفرضها تطورات الأحداث في
الشرق الأوسط وموازنة اختلالاتها.
