الاثنين، 29 أكتوبر 2018

مهنية فريق الـ (15) أمر يحسد عليه!



جمال ليس (العملة) التي كانت ستقبلها تركيا لمبادلة (القس)؛ ولذلك كان لابد من البحث عن طرف ثالث مهتم بالوصول الى (جمال) وقادر على تقديم مقابل مُرضي للجانب التركي لجعل جمال عملة قابلة للتداول.

وقد نجح فريق الـ (15) في تقديم الحل الذي داخ عليه الأمريكان والأتراك بأكثر مما كانوا يتوقعون! فكمية البشاعة التي تضمنتها الأدلة التي تركها الفريق  وتجاوزاته أثناء عملية اختطاف جمال، كانت كفيلة بتوفير الضغط اللازم على الادارة لتحقيق التسوية المطلوبة لترضية الجانب التركي وربما زيادة.

ولقد كانت مهنية فريق الـ (15) أمراً يحسد عليه! فقد اهتم الفريق بتنفيذ العملية ومَسح جميع آثاره من مسرحها، ونسي أن يتفقد المسرح أساساً، احترازاً من أن تكون نسخة كربونية من كل تحركات الفريق فيه تُنقل حية على الهواء مباشرة الى الجانب التركي!



الأربعاء، 24 أكتوبر 2018

عرض حادثة جمال على قواعد الديموقراطية.. أين هي ثغرة النظام في عيون الغرب؟




أولاً، المعذرة من آل الفقيد جمال خاشقجي على اعادة فتح الحديث عن حادثة وفاته، ولكن الحادثة تقتضي المراجعة. وقد حرصت في كل طرح على الاكتفاء بالاسم الاول للفقيد اشارة الى أن المقصود هو التعليق على الحادثة بشكل مستقل عن شخصه النبيل رحمة الله عليه.
ثانياً، المعذرة من كل الاجهزة الرسمية التي قد يجرنا الحديث لمناقشة اوضاع عامة فيها تستوجب التعليق. فالحادثة مروعة ولابد أن نبذل جميعنا كل ما في وسعنا لتفادي تكرارها مرة أخرى، ومعالجة الآثار التي ترتبت على حدوثها.
أظن أن حادثة جمال رحمة الله عليه لا يمكن تركها تمر دون عرضها على قواعد الديموقراطية لحصر مجموعة الاختراقات التي حصلت فيها على مسار الديموقراطية وتحديد الثغرة في النظام التي أقلقت الغرب وأزعجته.
بداية، ربما يصعب حصر ملامح الديموقراطية في نقاط محددة، ولكن يظل من الممكن رسم ملامح دقيقة قريبة جداً لها من خلال خمس مظاهر اساسية:
§             أن تكون الحكومة لها بيعة صريحة من الشعب.
§             أن تكون الحكومة ممثلة لمكونات الشعب.
§             سيادة القانون.
§             ضمان الحقوق الأساسية للفرد.
§      الضبط والتوازنات (Checks and Balances) بين الأجهزة الرسمية لمنع غولها.
وبالنظر الى النقاط عاليه، فانه يمكننا أن نخلص الى التالي:
بالنسبة للنقطتين الأولى والثانية، ليس بين المواطنين من يختلف على اطمئنانه اليهما الا في حدود تعليقات لرفع كفاءتهما ولكن ليس على أساسهما – بما فيهم جمال رحمة الله عليه.
وبالنسبة للنقطتين الثالثة والرابعة، فكون الرواية الرسمية تؤكد أن المجموعة التي قامت بالعملية كانت مجموعة (مارقة) عن النظام، فمسألة حفاظها على (سيادة القانون) و (الحقوق الأساسية للفرد) لا يمكن توقعها منها، ولا مؤاخذة النظام بجريرتها.
أما الثغرة القاتلة في الحادثة والتي كشفت عن موطن غير حصين في النظام فهي  غياب (الضبط والتوازنات) بين الأجهزة الرسمية والتي سمحت لمجموعة مارقة عن النظام من جهاز مثل جهاز الاستخبارات مثلاً في حالة جمال، بممارسات فيها اختراق لحقوق الانسان داخل القنصلية، ودون اعتراض هذه التجاوزات من قبل الخارجية ولا اتخاذ الاجراءات الرسمية لمنعها - ولا حتى بعد تأكد فشل العملية الاستخباراتية ووفاة جمال رحمة الله عليه خلالها.
وفي المحصلة، فان الذهنية التي يرى بها الغرب الحادثة هي أن القنصلية خذلت  المواطن جمال حياً وميتاً بعدم التزامها بمقتضيات الضبط والتوازنات الواجبة في مثل هذه الحالات، وهي التي من المفترض أن تكون الملاذ الآمن له ولأي مواطن في الخارج حتى تبلغه مأمنه – مهما كان وضعه – حتى يفصل القضاء المستقل في حالته.



الاثنين، 22 أكتوبر 2018

في تأبين جمال رحمة الله عليه



الفوازير من المورروثات الثقافية للشعوب.. وما يجعلها تعيش عبر العصور هو قدرتها على ولادة اجابات صحيحة لها تناسب كل جيل...
من هذه الفوازير: (قد الكف ويغلب مائة والف).. ويبدوا أن الاجابة التي تناسبها اليوم هي (قبضة جمال)...
فقد استطاعت قبضة رجل واحد اعزل دفاعاً عن مباديء أساسية ضد مجموعة من (المارقين) ان تطيح برؤوس فساد متنفذة وأذنابها.. ولا تزال توابع ضربة قبضته مستمرة...
رحمة الله عليه.. حاول أن يساهم في أن يكون غدنا أفضل مما ترك.. وقد فعل.



الأحد، 21 أكتوبر 2018

تراجيديا وفاة جمال رحمة الله عليه!




يبدوا أن غياب ضوابط الفصل بين صلاحيات الاجهزة تسببت في مأساة جمال رحمة الله عليه.
من الثانية الاولى لفشل عملية جهاز الاستخبارات داخل القنصلية، كان من الواجب انتقال مسرح العملية الى ادارة القنصلية فوراً لاتخاذ الاجراءات الرسمية.
لماذا تركت الخارجية مسرح العملية خارج ادارتها 
بعد فشل العملية الاستخباراتية؟
هذا هو السؤال الذي يحتاج الى اجابة. 



الخميس، 18 أكتوبر 2018

شفت.. وصلني هواك لوين؟!



(العنوان مقتبس من مطلع اغنية رائعة للفنان حسين الجسمي)

يمكن القول أن (الحماس) الذي  يصاحب الحركات الاصلاحية غالباً ما يخرج عن السيطرة  ويتسبب في ازمات عنيفة لها.

من أقرب الأمثلة الحديثة نسبياً، تزوير انتخابات 2010 لمجلس الشعب المصري والذي تسبب في  جزء كبير منه تطوع جموع  كبيرة  من الشرطة ومراقبي المراكز الانتخابية من  المتحمسين  للحزب الوطني ولفورة الاصلاح  التي كان  يجريها  في حينها؛  وكانت  النتيجة  كارثية  على  النظام  وعلى  الحركة الاصلاحية برمتها هناك.

الشاهد، عندما  يتطور (الحماس) في أي برنامج اصلاحي لدرجة يصل فيها الحماس لارضاء النظام على حساب القواعد السياسية الرشيدة فذلك تنبيه حاد بوجود حاجة ملحة لوقفة ونقطة نظام.



الاثنين، 1 أكتوبر 2018

طرح أرامكو.. كلمة أخيرة




ما يدفعني اليوم لإعادة الموضوع الى الواجهة مجدداً هو أهمية إلقاء الضوء على زاوية لم تأخذ حظها من المناقشة سابقاً؛ وهي القيمة الفريدة التي يقوم عليها (نموذج الطرح) الذي يقدمه طرح أرامكو، وليس الطرح بحد ذاته.
الجديد في النموذج المقترح لطرح أرامكو أنه يقود سابقة أولى في تاريخ النفط على مستوى العالم من خلال اقتراح آلية موازية لسوق المنتجات النفطية تسمح بتداول الاكتشافات المؤكدة الناتجة عن امتيازات التنقيب.
ما هي أهمية هذه السابقة بالنسبة لنا؟
أهم المستفيدين بطبيعة الحال من هذه السابقة هو قطاع التنقيب؛ حيث سيتمكن بفضل هذه السابقة من الاستقلال عن المنظومة النفطية التي تعودنا عليها، ويتمكن من تحقيق عوائده التجارية من لحظة الكشف المؤكد ذاتها دون الحاجة لانتظار وصول اكتشافاته لسوق المنتجات النفطية. وهذا سيخلق محفز مهم لزيادة نشاط هذا القطاع.
واذا علمنا أن التوقعات تشير الى وجود تريليون برميل من النفط من المتوقع استكشافها حتى العام ٢٠٥٠م، وأن النسبة الأكبر منها تحديداً في منطقة الشرق الأوسط؛ عليه فإنه من المتوقع  أيضاً أن جزءاً مهماً من دخل القطاع النفطي للجهات المانحة لامتيازات التنقيب في المستقبل سيكون ناتجاً عن فورة نشاط أعمال هذا القطاع.
يتضح في المحصلة، أن نجاح (نموذج طرح أرامكو) ليس مجرد متحصلات نقدية من الطرح، وانما هو خطوة ثابتة، ستُحدِث تغييراً جذريا في الصناعة، وتساهم بشكل مباشر في تعظيم مكوِّن مهم من عوائدنا المستقبلية من القطاع النفطي.