الاثنين، 1 أكتوبر 2018

طرح أرامكو.. كلمة أخيرة




ما يدفعني اليوم لإعادة الموضوع الى الواجهة مجدداً هو أهمية إلقاء الضوء على زاوية لم تأخذ حظها من المناقشة سابقاً؛ وهي القيمة الفريدة التي يقوم عليها (نموذج الطرح) الذي يقدمه طرح أرامكو، وليس الطرح بحد ذاته.
الجديد في النموذج المقترح لطرح أرامكو أنه يقود سابقة أولى في تاريخ النفط على مستوى العالم من خلال اقتراح آلية موازية لسوق المنتجات النفطية تسمح بتداول الاكتشافات المؤكدة الناتجة عن امتيازات التنقيب.
ما هي أهمية هذه السابقة بالنسبة لنا؟
أهم المستفيدين بطبيعة الحال من هذه السابقة هو قطاع التنقيب؛ حيث سيتمكن بفضل هذه السابقة من الاستقلال عن المنظومة النفطية التي تعودنا عليها، ويتمكن من تحقيق عوائده التجارية من لحظة الكشف المؤكد ذاتها دون الحاجة لانتظار وصول اكتشافاته لسوق المنتجات النفطية. وهذا سيخلق محفز مهم لزيادة نشاط هذا القطاع.
واذا علمنا أن التوقعات تشير الى وجود تريليون برميل من النفط من المتوقع استكشافها حتى العام ٢٠٥٠م، وأن النسبة الأكبر منها تحديداً في منطقة الشرق الأوسط؛ عليه فإنه من المتوقع  أيضاً أن جزءاً مهماً من دخل القطاع النفطي للجهات المانحة لامتيازات التنقيب في المستقبل سيكون ناتجاً عن فورة نشاط أعمال هذا القطاع.
يتضح في المحصلة، أن نجاح (نموذج طرح أرامكو) ليس مجرد متحصلات نقدية من الطرح، وانما هو خطوة ثابتة، ستُحدِث تغييراً جذريا في الصناعة، وتساهم بشكل مباشر في تعظيم مكوِّن مهم من عوائدنا المستقبلية من القطاع النفطي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق