الجمعة، 25 نوفمبر 2022

ما هي حدود مسئوليتك عن جودة حياتك

 

(أي تشابه بين بعض الالفاظ وبعض المصطلحات الدينية غير مقصود به المصطلح الديني، وانما هو فقط من باب تطابق المفردات لتوصيل الفكرة)

 

قراءة الشيخ محي الدين ابن عربي في آية (الذر)١ تقترح ان الموجودات غير مستحدثة من عدم؛ وانما هي تمر عبر مراحل حتى خروجها الى الوجود المادي؛ تلك المراحل هي: الاعيان الممكنة، والاعيان الثابتة، والوجود..

 

وانه عندما يدعوا العبد ربه، فان المطلوب يتحول الى حالة نشطة في الاعيان الممكنة، ويصبح قابلاً لاستقبال الفيض الإلهي بالأمر "كن" الذي يمنحه الاذن بالوجود..

 

ثم (ينفخ فيه) ايذاناً ببداية رحلته في الاعيان الثابتة، وهي المرحلة التي يبدأ على اثرها النشوء والتطور (الطبيعي) للشيء؛ الامر الذي يعده للخروج للوجود.

 

ما يهمنا في هذا التصور، انه يتصور ضمنياً ان القدر - على الاقل - عبارة عن دالة في: [١] مراحل النشوء والتطور الطبيعية للشيء؛ [٢] الوقت الطبيعي الذي تحتاجه المراحل؛ [٣] بيئة الأسباب المناسبة التي يوفرها العبد للشيء اثناء حضانته في الاعيان الثابتة..

 

هذا التصور الضمني يفسر قصور فهم (الجبرية) حول دور العبد في (خدمة) تحقيق ما يطلبه. وهو وان لم يكن فهماً خاطئاً بالكامل، الا انه لا يمثل الا حالات ضيقة جداً، وصورة مشوهة جداً عن الحقيقة والواقع. فقد اختارت فقط حلول الدالة عند النقاط التي يكون فيها اسهام العبد في توفير البيئة المناسبة لتحقيق دعوته (عند الصفر).

 

وهكذا نرى المحدودية والقصور والاختزال المخل في فهم الجبرية للدور الواسع واللانهائي الذي من الممكن ان يسهم به العبد في خدمة تحقيق ما يطلبه، ومساهمته الممكنة في جودة حياته.

 

١سورة الأعراف، الآية ١٧٢