الثلاثاء، 14 يونيو 2016

قراءة في شخصية جيل الثورة التكنولوجية



مما يميز جيل الثمانينات وما بعدها، أنه الجيل الذي صاحب انتشار الثورة التكنولوجية حول العالم. وقد أثرت هذه الثورة التكنولوجية في احداث بعض التغييرات على الجوانب الاجتماعية لأفراد هذا الجيل؛ وقد يكون من المفيد الالتفات اليها، فهي تمثل المستقبل الذي ينبغي أن نتفهمه حتى نستطيع الانتقال اليه بسلام ووئام.

بداية، يمكننا القول أن كل الأجيال التي سبقت هذا الجيل كانت تحلم أن تتحقق لها أسطورة العثور على المصباح السحري الذي يلبي لها أي شيء بمجرد طلبه. أما هذا الجيل، فهو ربما أمكن القول أنه أول جيل يتحقق له ذلك فعليا. فبمجرد كبسة زر، ينفتح العالم كله بين يديه ليختار منه ما يريد، ويطلب توصيله الى حيث يشاء.

هذا الوضع أعطاه احساسا بالتفوق والتميز على الأجيال التي سبقته، ولذلك فانه ليس من المستغرب تعلّق هذا الجيل بشكل غير معهود من قبل بالعلامات التجارية الشهيرة. فهي تمثل جزءاً أساسياً من ابراز هذا التميّز. كما أن الاحساس بالتفوق عن سابقه من الأجيال يجعل اعتماده على أقرانه أقوى من رجوعه الى الخبرات التي سبقته.

ومما فتحت أمامه الثورة التكنولوجية، مصادر لا نهائية من المعلومات في أي موضوع تقريبا، مما يخطر أو لا يخطر على البال. الأمر الذي أسقط وبلا رجعة احتكار العلم والمعرفة في رموز بعينها. كما أسقطت سطوة الرأي الواحد. فقد أصبح من السهل العثور على طيف عريض من الآراء في أي موضوع، واستعراض آراء عديدة حوله.

وقد مكنته الثورة التكنولوجية، التواصل عن بعد مع الآخرين. ورغم كل الايجابيات لهذا التمكين، الا ان التواصل الغير مباشر أفقده مهارة مهمة جدا في التواصل الاجتماعي، هي: القدرة على الفصل بين المساحة الشخصية للفرد والمساحة الاجتماعية.

ومما اتاحته ايضا، الانفتاح على بيئات العمل حول العالم وما ترتب على ذلك من تغيير لتوقعاته بشكل جذري حول هذا الموضوع.

كيف يمكن قراءة ما سبق ؟

§        ان اهم وسائل التواصل مع هذا الجيل هو من خلال العلامات التجارية الشهيرة وضغط الأقران. ولذلك، لابد من تذكير المنشآت بهذا الدور المهم وتشجيعها على الاهتمام بما تبثه من قيم في المجتمع؛ ومن خلال صناعة مشاهير من أقرانه تستطيع تقديم القيم الجيدة له.
§        ضرورة الانتقال الى اسلوب القدوة والتوجيه اذا أردنا تحقيق نتائج حقيقية، بدلا من اسلوب التعليمات المباشرة والذي لا يخدم الا توسيع مساحة الجدل.
§        ضرورة نشر الوعي بأهمية الفصل بين المساحات الشخصية والمساحات الاجتماعية. كثير من المآسي الاجتماعية والملاحقات القضائية التي سمعنا عنها يمكن ارجاعها مباشرة الى غياب هذا الوعي.
§        لابد من الاهتمام بشكل جاد بتحسين بيئات العمل. ولعل من ابرز الوسائل لتحقيق ذلك هو العمل على تحفيز و توسيع مشاركة الشركات – عامة أو خاصة على السواء – للسباق في هذا المضمار. 


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق