الأربعاء، 3 أغسطس 2022

السؤال الفلسفي القديم: هل نحن مسيرون ام مخيرون؟

 

لو استبدلنا في دوران الارض حول الشمس كل من: القمر بـ (الإرادة المستقلة للموجود)، والأرض بـ (الموجود)، والشمس بـ (القَدَر)؛ وحافظنا على طريقة الدوران الاصلية لكل منها بدون تغيير..

 

فإننا سوف نصل الى بصائر قد تكون مفيدة في فك لغز السؤال الفلسفي القديم: هل نحن مسيرون ام مخيرون؟

 

البصيرة الأولى، هي ان الموجود متحرك في مدار القَدَر في كل وقت..

 

البصيرة الثانية، ان الإرادة المستقلة للموجود ترسم حدود قدرات واستعداد الموجود (دائرة تأثيره)..

 

البصيرة الثالثة، عندما تحوْل الإرادة المستقلة للموجود بين الموجود والقَدَر، وتستطيع ان تكسف القَدَر بشكل كلي، فإننا نكون في مقام {انما اوتيته على علم عندي}، وهو لا يحدث الا في اشد حالات الإرادة المستقلة ظلمة، وهو مقام (المحاق)، ولذلك عندما وقف فيه قارون كان ما ناسبه منه {فخسفنا به وبداره الأرض}..

 

البصيرة الرابعة، عندما يحوْل الموجود بين القَدَر والإرادة المستقلة للموجود، ويخسف الإرادة المستقلة للموجود بشكل كلي، يصبح المقام هو مقام {وما أدري ما يفعل بي ولا بكم}، ولا يحدث ذلك الا في اشد حالات الإرادة المستقلة ضياء..

 

فيما عدا ذلك، فان المقام الحاكم هو {إلا بحبل من الله وحبل من الناس}.

 

والنتيجة النهائية هي، ان حركة الانتقال بين التسيير والتخيير في سيولة مستمرة، والمطلوب هو المحافظة على هذه السيولة وليس محاولة الوقوف عند بعض منازلها. والوقوف في بعض هذه المنازل ربما كان سبب هلاك كما شاهدنا في حالة قارون.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق