الاثنين، 23 يوليو 2012

قراءة في رواية "الف" لپاولو كويلو


لقد عجزت "هلال" تلك الفتاة التركية الموهوبة أن تصبح موهبة عالمية عندما ارتاحت الى يأسها من بلوغ هدفها.

 انك تقف أمام حالات كحالة "هلال" مندهشاً، فكيف لإنسان بهذه البراعة في مجاله، تنطفيء فجأة جذوة الحماس بداخله فينتهي الى لا شيء مما كان يُتصوَرُ له.

حالات كحالة "هلال" تعاني ما يمكن تسميته " متلازمة الخيزران الصيني"؛ ففي حين يحتاج الخيزران الصيني الى ما يقارب الخمس سنوات من النمو داخل باطن الارض قبل أن ينطلق بنموه المتسارع فوق سطح الارض؛ الا أن حالات  كحالة "هلال" تيأس خلال نمو مواهبها داخل نفسها من قدوم اللحظة التي ستنطلق فيها لتختبر نموها خارجها؛ أوقد تعجزعن فهم ضرورة الاغتراب عن مواهبها وتركها لتشق طريقها خارج نفسها لتجد فرصتها في الانطلاق والنجاح. وحدهم من لا يخافون الفشل هم من لديهم الشجاعة على فطام مواهبهم من أحلامهم واختبارها في الواقع.

الناجحون يعرفون أن على الانسان أن يستفيد دوماً من حظ المبتديء في الحياة وأن يأخذوا بزمام تلك الفرص ليغزلوا منها السجاد الأحمر الذي تسير عليه نجاحاتهم الى المستقبل.

ويحترمون بكل جدية خصومهم الأوفياء الذين لا يتيحون لهم الفوز أبداً بدون جدارة.

ولا يسمحون لأنفسهم أن يخفقوا في استعمال قوتهم متى دعت الحاجة  للذود والدفاع عن موهبتهم في مواجهة الخصوم، والذي لا يسلم احياناً من ضرورة تعظيم رسالة الحب لما يمتلكون من موهبة على ألم الخطيئة.

كما يعرفون كيف يتعاملون مع شياطينهم كلما ايقظتها ضوضاء وأضواء النجاح والشهرة من حولهم.

يعرفون أيضاً أنه كان بإمكانهم وبكل سهولة تجنب كل ذلك الألم، والاستسلام للراحة واليأس من بلوغ أهدافهم، ولكنهم يدركون أنهم لو فعلوا ذلك فانه كان سيُعدِم فرصتهم في أن يعرفوا أي شيء عن صوتهم الشخصي في هذه الحياة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق