الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

دروس استعادة الاقتصاد الامريكي من حافة الهاوية*



§      الازمة في أساسها ازمة قصور في الخيال. لم نتصور ابداً كيف يمكن لهبوط أسعار العقارات على مستوى البلاد ان يتسبب في حالة من الهلع تجر وراءها الاقتصاد القومي برمته نحو الهاوية. وبالتالي ترتب على ذلك قصور هائل في الاستعداد لاستيعاب الكارثة عند حدوثها.

§      عندما استطاع هانك بولسون وبن برنانكي اقناع الكونجرس المتردد والغاضب بضخ أموال جديدة في الشركات المتعثرة، وإقناع مؤسسة تأمين الودائع الاتحادية بضمان مطالبات البنوك؛ عندها فقط اصبح من الممكن كسر اندفاع هوس الحالة من جرف كل ما يقف امامها.

§      في الكوارث المالية، لابد أن يتاح تحريك واستخدام كل السياسات المالية والنقدية. والسماح بذلك للمدة التي تحتاجها الحالة. وهذا ما نجح في تحقيقه بن برنانكي. حيث قام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة حتى قاربت القيمة الصفرية، وعندما لم يعد هناك ما يمكن فعله في هذا الاطار، انتقل العمل الى برنامج التيسير الكمي (سياسة نقدية). 

§      تختلف قوة المحفزات في تحقيق النتائج المرجوة من حيث قوة التأثير وسرعته. ولا تسعف الظروف الضاغطة للكارثة عادة في تحديد أولويات استخدامها، وعادة ما تفرض الظروف السياسية تلك الأولويات.


§      لقد نجحت "اختبارات الاجهاد" ببراعة في تقديم الية لفرز الشركات المتعثرة من تلك الفاشلة، كما اتاحت للشركات المتعثرة تقدير الاحتياجات المالية للخروج من كبوتها من خلال تطبيق أسوأ السيناريوهات المحتملة، والحصول على ما تحتاجه من أموال ضمن البرنامج الذي اجازه الكونجرس. والاهم من ذلك انها ولًّدت الثقة ان هناك قاع للهوة السحيقة التي صنعتها الكارثة.


*منقولة بتصرف عن كتاب Stress Test لمؤلفه تيموثي جيثنر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق