الخميس، 2 فبراير 2017

المعجزة الصينية وطرح شركة أرامكو للاكتتاب العام



عندما نتحدث عن المعجزة الصينية فاننا بدون شك لابد أن نتحدث عن نقطة فاصلة في التاريخ – يوم 13 يوليو 1999م.

قبل هذا التاريخ الفاصل، عاشت الصين سنوات طويلة قضت فيها الثورة الثقافية الكبرى على جيل كامل من الكفاءات الصينية.

وحتى بعد عصر الإصلاح والانفتاح بداية من العام 1978م، فان الكفاءات التي أرسلت للتعليم في الخارج كانت في الغالب تبقى مهاجرة هناك.

ولم يعد هناك كثيرين قادرين على تصديق المعجزة التي كان يحاول أن يصنعها دينج شياو بينج في تحويل التنين الاشتراكي الى عملاق يحترم قوانين السوق وقادر على الاندماج في النظام الاقتصادي الدولي وقوانينه.

حتى دينج شياو بينج نفسه لم يكن يتوقع أن تتمكن سياساته من خلق التغيير المطلوب قبل العام 2028م!

رجل الأعمال وصانع الصفقات پيتر ييپ، والذي كان يقود شركة شاينا انترنيت كورپوريشن – مقرها هونج كونج – هو أول من لاحظ نضج معجزة دينج شياو بينج، واستطاع أن يترجم ذلك واقعاً من خلال طرح احدى الشركات التابعة لشركة شاينا انترنيت كورپوريشن (وهي شركة شاينا دوت كوم) في ناسداك.

لقد كان يوم 13 يوليو 1999م - أول يوم تداول لشركة شاينا دوت كوم في ناسداك – بمثابة اعلان (بالصوت الحياني) أن معجزة دينج شياو بينج قد نضجت، وأن غد جديد للصين قد ولد!

لقد كانت مكافأة الخطوة الأولى للاندماج في النظام الاقتصادي الدولي وقوانينه لشركة شاينا دوت كوم مدهشة! ففي يومها الأول من التداول انتقلت الشركة ذات المبيعات السنوية التي لا تتجاوز الأربعة ملايين دولار الى أن تنهي جلستها الأولى وقد بلغت قيمتها السوقية 1.6 بليون دولار! وقبل أن تنتهي تسعة أشهر على ادراجها بلغت قيمتها السوقية حوالي 5 بلايين دولار!

لقد استطاعت النتائج المذهلة التي حققتها شركة شاينا دوت كوم عند طرحها للاكتتاب أن تعيد اهتمام الكفاءات الصينية المهاجرة، وإعادة تقييمها بتفاؤل للفرص المتاحة وراءهاهناك في الوطن، واستعادة الأمل في مستقبله.

كما قدمت تلك النتائج درساً قاسياً عن الفرصة الضائعة لكل الأصوات التي ظلت متشائمة ومشككة في إمكانية تحقق معجزة التحول ولم يصدقوا أن ما كان يجري من اعداد لتحقيقها كان حقيقياً.

ما هي المكافأة التي حصلت عليها الصين من عودة تفاؤل الكفاءات المتميزة بقدرات الوطن واستعادة الايمان بمستقبله؟

لقد استطاعت الصين أن تضاعف اجمالي انتاجها المحلي في الفترة بين 2000م-2016م سبع مرات او تزيد قليلاً.



هناك تعليق واحد: