الأربعاء، 4 نوفمبر 2020

المعرفة الآدمية بالله ما قبل الطوفان - تجربة نوح عليه السلام

 


صُوَرُ العالم لا يمكن زوال الحق عنها. فأي صورة اذا زال عنها الروح لم يعد هناك فرق بينها وبين صورة من خشب أو حجارة٬ فحد الالوهية لها بالحقيقة لا بالمجاز.. 

 

ولذلك قيل "ما عُبِد [على الحقيقة] غير الله في كل معبود". ولما عَبَد اناس بعض الصور متوهمين عبادتهم للحق في صورها٬ واراد الحق اعادتهم الى رشدهم٬ خاطبهم بـ "قل سَمُّوهُم" لينتبهوا الى ما وقعوا فيه من خطأ في توهمهم. 

 

وعليه فان الدعوة الى الله من حيث هويته محسوم، وبذلك تكون قراءة"وقضى ربك الا تعبدوا الا إياه" على سبيل الحكم لا الأمر؛ وما بقي الا أن تكون الدعوة اليه من حيث الربوبية والانابة اليه. 

 

ثم ان تلك الروح المتخللة الصورة ليست هي الصورة المادية الوجودية للصورة٬ فـ "ليس كمثله شيء". ولا هي متبرئة منها بشكل محض٬ فقد حكى عن نفسه تعالى بأنه "السميع البصير"٬ فشبه بها..

 

ولذلك عُدّت تلك الأطراف القصوى من كل جانب في وصف الروح إساءة ادب مع الله٬ وجرت السِنَةُ الرسل بكل الطَّيف بينهما.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق