الأربعاء، 13 مايو 2015

"حمى الذهب" القادمة.. الشركات المتعثرة

 


    فور سماع كلمة شركات متعثرة يجفل الكثير من المستثمرين عن الاقتراب! في الحقيقة، اعتقد ان الشركات المتعثرة ستكون هي "حمى الذهب" القادمة بالنسبة لرؤوس الاموال الجريئة في المملكة، خاصة مع بدء تفعيل قانون "الحماية من الافلاس". مجموعة كبيرة من الشركات التي كانت غائبة في مشاكلها في صمت، ستجد لاول مرة مخرج قانوني قبل انهيارها بالكامل؛ وستظهر لاول مرة بشكل نظامي علني على رادار المستثمرين.

   استطيع ان ادعي، بحكم التجربة، وبكثير من الثقة، ان الاستثمار في اعادة هيكلة وتقديم غالبية هذه الشركات المتعثرة له جاذبية عوائد تفوق بكثير العديد من الفرص المنافسة اذا تم التعامل معها في ظل شروط واجراءات محددة.

    ان نظرة المستثمرين العامة عن خطورة الاستثمار في الشركات المتعثرة غير صحيحة بتاتاً. ما يجهله الكثيرون، ان اي شركة متعثرة، اذا بقيت محافظة – ولو على جزء من – قدرتها على جذب وتوليد وتنفيذ الاعمال في مجالها؛ فانها في غالبية دورة اعمالها تظل آمنة جداً. كل الخطر يكمن في الجزء الاخير من دورة الاعمال، والذي يبدأ بعد تحصيل الايرادات، حيث تتخاطف المصروفات الايرادات وتنهشها بدون هوادة اذا لم تكن هناك إدارة صارمة لترويض التكاليف والمصروفات والالتزام بكفاءتها. ولكن عملياً، يمكن اكساب الاموال المستثمرة درجة عالية جداً من الامان اذا تم توجيه الايرادات المحصلة من العمليات الى حساب مستقل، يتم فيه فصل الاموال المستثمرة عن ارباحها، وتصفية كل عملية منها اولاً بأول عند تلك النقطة، والتقيد بذلك بشكل صارم.

   اظن ان المستثمرين الجادين على موعد مع فرصة مهمة، لتحقيق ارباح مهمة، اذا استطاعوا ان يفتحوا اعينهم واهتمامهم ومحافظهم بشكل ذكي تجاه هذه الفرصة المقبلة.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق