الأربعاء، 13 يوليو 2016

الخطوط السعودية.. نظرة من الخارج



الحديث عن الخطوط السعودية ليس حديثاً عن شركة عادية، خاصة لمن عرفها خلال فترة السبعينات والثمانينات الماضية؛ انها علامة من علامات الفخر في الوجدان السعودي وليست مجرد ناقل جوي.

تجربتي المحورية مع الخطوط السعودية كانت في مطار القاهرة من بضع سنوات، حيث صادف دخول طاقم رحلة لـ (السعودية) الى صالة المطار أثناء وجودي فيها، ورغم أنه منظر يتكرر دائماً الا أنه لفت انتباهي بشكل ما على غير العادة، كل تفاصيل حركة دخول الطاقم الى الصالة كان يشي بكل ما لم أكن أريد معرفته أو سماعه عما يدور داخل هذا الناقل العملاق.

مضت سنوات منذ ذلك اليوم ولم أجد مناسبة ملائمة للتعليق على أداء (السعودية)، ولكن التطورات الأخيرة في تنظيمها، والاتجاه نحو خصخصتها أعادت عندي الشعور بالواجب والالتزام بتقديم نظرة خارجية، أضعف الايمان وفاء للبيت الشهير:

                                 العين ترى ما دنى منها ونأى
                                 ولا  ترى   نفسها  الا  بمرآة

من أين أبدأ؟

لا أريد لأي مشاعر أن تنغص على طرح موضوعي لهذا التعليق، ولذلك سأحاول أن ألزم نفسي بحصر الملاحظات حول:

  •  عناصر نجاح هذه الصناعة، ومدى انسجام (السعودية) معها. إضافة الى،
  •  مرور سريع على توقعات إيرادات (السعودية)، وربحيتها، وهيكل مصروفاتها.

أولاً، عناصر نجاح الناقل الجوي:

هناك أربعة عناصر رئيسة مؤثرة في نجاح الناقل الجوي (غير مرتبة بحسب الأهمية):

  •  قوة العلامة التجارية وانتشار مكاتب مبيعاته.
  •  محتوى الخدمة التي يقدمها.
  •  التقنية.
  •  الاهتمام بالمورد البشري.

وسوف أبدأ التعليقات بأهمها، الاهتمام بالمورد البشري. أعتقد أن (السعودية) قدمت أداء جيداً في هذا المجال. ففي مجال اعداد الكوادر المؤهلة اهتمت ببرامج الابتعاث، وامتد اهتمامها الى انشاء أكاديمية للطيران (أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران)؛ وكذلك الرعاية الصحية الخاصة بمنسوبيها؛ ونادي (السعودية) الذي هو من أنجح النوادي الاجتماعية على مستوى المملكة؛ وغيرها الكثير مما كان دائماً اهتمامات غير مسبوقة بين الشركات المحلية.

واستكمالاً للحديث الإيجابي عن المجالات التي كان لـ (السعودية) متابعة جيدة فيها، مجال التقنية. فقد أدخلت نظام الحجز الآلي منذ عام 1978م، وواكبت كل التطورات التقنية التي مرت بها هذه الصناعة، من منصات الحجز عبر الانترنت، والخدمة الذاتية، والتذاكر الالكترونية؛ وكذلك الحال بالنسبة لعملياتها الداخلية.

ننتقل من هنا للحديث عن محتوى الخدمة، وهي من النقاط التي هي بمثابة (نهاية شهر العسل) عند الحديث عن (السعودية). فلا الحديث عن تجربة زيارة مكاتب المبيعات مما يسر؛ ولا تهالك الاسطول وعمره - وهو ما انعكست نتيجته على تجربة الراكب ككل وراحته والترفيه الذي يحصل عليه على متن طائراتها.

وأخيراً، لا يمكن أن نتوقف عن التعليق دون أن نتحدث عما أظن أنه أكبر خطأ، وهو النقص الحاد في عدد مكاتب المبيعات التابعة لـ (السعودية).

الأداء المقارن يشير الى نقص هائل في عدد مكاتب مبيعات (السعودية)؛ وأظن أنه ربما كان أكثر عامل أثر على نمو مبيعاتها، وخسارة جزء مهم من حصتها السوقية، لصالح منافسين بدءوا بعدها بكثير، وفي وقت كانت قوة علامة (السعودية) أقوى منهم بكثير جداً. أظن أن عدم امتلاك (السعودية) المباشر لشبكة واسعة الانتشار من مكاتب المبيعات، واعتمادها على وكلاء عنها، جعل حصتها غنيمة سهلة من خلال سيطرة المنافسين على وكلاءها.

المؤسف أنه ولا حتى محاولة الانتشار عبر الانترنت يجزيء عن مكاتب المبيعات المباشرة - لمن قد يتصور ذلك - فحتى أكبر شركات القطاع العالمية لا تزال مكاتب البيع المباشرة فيها تمثل 62% من تجربة الشراء لمنتجاتها.

ثانياً، توقعات إيرادات (السعودية) وأرباحها:

اذا اخذنا كل ما سبق في الاعتبار، واضفنا اليه فارق القدرة الشرائية النسبية بين أسواق الشركات المقارنة، وعدد الركاب المنقولين؛ فانه من الممكن أن نتوقع أن تكون إيرادات (السعودية) في سنة المقارنة (2014م) حوالي 2.79 بليون ريال وأرباحها التشغيلية حوالي 221 مليون ريال.

الملاحظة الأخيرة الجديرة بالذكر من نتائج نموذج توقع الإيرادات والأرباح لـ (السعودية) هو: ارتفاع مصروفاتها التشغيلية المباشرة عن الأداء المقارن بحوالي 15% أو تزيد قليلاً.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق