الاثنين، 25 فبراير 2019

الثقوب السوداء وذاكرة المادة في عماء الوجود



يظل السؤال الحائر فيما يتعلق بـ (الثقوب السوداء) هو: هل المادة التي تجذبها وتبتلعها الثقوب السوداء تحتفظ بذاكرتها في (عماء) الثقوب السوداء؟

بمعنى آخر، هل المادة في قلب الثقوب السوداء، لو قدر لها أن تتغلب على قوة جذب الثقب الأسود الذي ابتلعها، فهل يمكنها أن تتذكر ماهيتها التي مزقتها الجاذبية الهائلة للثقب الأسود قبل الاستقرار في عمائه، وتلملم شعث نفسها على أساس ذلك - سواء أكان خروجها خروجاً الى الوجود أو في اتجاه أي عوالم أخرى؟

هناك آثار عن أحجار، كالثقوب السوداء، لها القدرة على استقطاب ذنوب الخلق - حتى ظهر ذلك مادياً على مظهرها ولونها - ومع ذلك نعلم أن الذنوب التي استقطبتها اليها تحتفظ بكامل ذاكرتها وتفاصيل تسجيلها لكل فرد بشكل مستقل طوال فترة مكوثها في قلبها حتى تعود للظهور في الحياة الآخرة - فيسترها الله بستره أو يعذِّب بها.

وهناك آثار من الكتاب المقدس عن بداية الخلق وخروجه من العماء الى الوجود بنسق معين كما اراده الخالق؛ بمعنى أنه كان يتمتع بذاكرة للأمر له بـ (كن) جعلته قادراً على أن يكون كما شاءت له الارادة الالهية أن يكون. 

وبالتالي، وبالعودة الى السؤال الأول الذي انطلقنا منه، فان الرأي الذي يذهب الى احتفاظ المادة التي تبتلعها الثقوب السوداء بذاكرة حول ماهيتها الأصلية في عماء الثقوب السوداء يبدوا من المرجح أن يكون هو الرأي الذي ستثبته المعامل يوماً ما.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق