الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

أشخاص في حياتي: السيد سامي كتبي



ملأ السيد سامي محمد كتبي يرحمه الله تفاصيل حياتي وسماء الهامي. وكنت مهما حاولت منذ وفاته قبل حوالي ٢٥ عاما أن أتعرض لسيرته يغلبني الحزن على فراقه فأعجز عن انجاز ذلك. ولكن اليوم، وهناك أجيال جديدة من العائلة ممن لم يتسنى لهم معرفته عن قرب، فاليهم أسجل هذا التمهيد من سيرته.

السيد سامي محمد كتبي من مواليد العام ١٩١٥م بمكة المكرمة. وقد تلقى تحصيله من التعليم الأساسي بمدارس الفلاح فيها. ولما كان العام ١٩٢٩م، ووسط تقلبات الأحداث في المنطقة، ارتأى الشيخ محمد علي زينل - مؤسس مدارس الفلاح - أن يبتعث مجموعة مختارة من أبناء الفلاح للدراسة في الخارج، واختار الهند جهة للابتعاث لكونها مقر تجارته، مما يسهل عليه متابعتهم عن قرب هناك.

وبعد أن استقرت الأحوال، وتوحدت المملكة على يد المؤسس طيب الله ثراه، عاد السيد سامي محمد كتبي من بعثته. وقد تزامنت عودته مع بدايات أعمال مكتب المعادن والأشغال العمومية في جدة، حيث التحق به مساعدا للسيد نجيب صالحة، وارتبط من بين مهامه بمتابعة نشاط شركة كاليفورنيا ارابيان ستاندرد أويل كومباني. وقد حظي خلال فترة عمله بأن يكون ضمن الوفد المرافق لجلالة الملك عبدالعزيز في العام ١٩٣٩م لتحميل أول ناقلة محملة بالبترول السعودي من ميناء رأس تنورة.

ومع انتهاء الصفة الاعتبارية لشركة كاليفورنيا أرابيان ستاندرد أويل كومباني في العام ١٩٤٤م، وتحويلها الى شركة الزيت العربية الأمريكية ( ارامكو )، انتقل السيد سامي محمد كتبي الى الظهران ممثلا للحكومة لمتابعة شؤون ارامكو وشؤون القنصلية الأمريكية التي تأسست حينها حديثا هناك. وقد استمر هناك الى أن خلفه في مهامه سمو الأمير خالد بن أحمد السديري.

وقد استقرت رغبته بعد عودته من الظهران أن يتفرغ للعمل التجاري الخاص، فأسس شركة سامي كتبي واخوانه، واشترك مع مجموعة من رجال الأعمال برئاسة الشيخ محمد بن  عبدالله علي رضا في تأسيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة العام ١٩٤٦م.

واستقرت الأمور بعد ذلك حتى جاءت الفترة بين عامي ١٩٦١م - ١٩٦٨م والتي استغرقتها هموم ومهام وطنية.


بعدها تفرغ للشأن العائلي. وكان حريصا أن لا يترك فرصة تفوت مع صغير أو كبير في العائلة الا وحاول أن يطبع لحظة من المحبة والسرور تميز علاقته به حتى انتقل الى جوار ربه عام ١٩٨٧م.

رحم الله السيد سامي محمد كتبي وأسكنه فسيح جناته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق