الأربعاء، 22 يوليو 2015

السيد الرئيس ومشروع القناة الموازية - قفزة في الرؤية والتنفيذ



يبدو أنه وحتى هذه اللحظة لم يدرك الكثيرون القفزة في الرؤية والتنفيذ التي احدثها دخول الرئيس عبد الفتاح السيسي في قيادة جمهورية مصر العربية.

لعل ابرز الامثلة التي باتت جلية من اعماله على ارض الواقع مشروع القناة الموازية والمرتقب افتتاحه يوم 6 أغسطس القادم.

طبعاً الحديث عن سرعة تنفيذ المشروع غني عن ان يضيف اي احد كلمة في تقديره، فقد كان مفاجئاً لكل الاوساط. وقد توقع الكثيرون ان يتخلف المشروع عن مواعيده لاسباب عديدة، أقلها مفاجآت الطبيعة المتوقعة في مثل هذه النوعية من المشاريع.

وعلى المدى القصير والمتوسط، فان المشروع يساهم في خلق وظائف مهمة في سوق العمل؛ وخلق مجتمعات سكانية جديدة؛ وفوق كل ذلك زيادة ايرادات الدولة، بالاضافة الى كونها مصدر تحسين مهم لدخل الدولة من العملة الصعبة.

اما على المستوى الاستراتيجي، فقد كانت هذه الخطوة حرجة جدا في هذا التوقيت بالذات للابقاء على منافسة القناة على مستوى حركة الملاحة في الممرات المائية الدولية، وعلى الاخص في مواجهة قناة بنما، والتي من المتوقع انتهاء اعمال التوسعة فيها الى الضعف خلال هذا العام – 2015 – وكان سيؤثر سلباً على مكانة قناة السويس ان لم تتخذ قرارها بشكل فوري لتحسين قدرات القناة وسرعة المرور فيها؛ الامر الذي ينعكس بشكل مباشر على تكاليف شركات النقل البحري وبالتالي على تفضيلاتها في اختيارات الطرق الملاحية التي تسلكها.

ولا شك ان قرار السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة التنفيذ قضى على التبعات السلبية للفجوة بين التصميم والتنفيذ التي وقعت فيها بنما. فبينما اعتُمدت تصميمات تنفيذ توسعة قناة بنما عام 2006م على اساس استقبال ناقلات حمولة 13000 حاوية، فقد تطورت سعات الناقلات خلال نفس الفترة الى حمولات 18000 حاوية وناقلات عملاقة تفوق القدرات التصميمية لتوسعة القناة؛ بمعنى انها ستكون مولودة باعاقة من يومها الاول.

من جهة اخرى، فقد قطعت القاهرة الطريق على نيكاراغوا التي اعتمدت توسعة قناتها في 2014م برفع حاجز المنافسة لصالح قناة السويس من خلال الاستفادة من فجوة الاربع سنوات التشغيلية التي ستسبقها بها.

اخيراً فان الزيادة في الحركة التجارية العالمية المتوقعة في السنوات القادمة من جهة، وانتقال مراكز الصناعة في آسيا من الصين الى جنوب آسيا – نتيجة ارتفاع الاجور في الاولى – سيؤدي الى قرب اكثر وبالتالي تفضيل اكبر لاستخدام قناة السويس.

كل هذا واكثر يجعلنا اكثر اعجاباً واحتراماً وتقديراً للقيادة ورؤيتها في جمهورية مصر العربية، ولاهمية مشروع القناة الموازية.





   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق