الأربعاء، 2 مارس 2016

كلا ان معي ربي سيهدين - عن العلاقة السببية بين الأشياء



المهتم بدراسة العلاقات السببية بين الأشياء لابد أن تلفته بعض الحوادث والأحداث المرصودة في الكتاب والسنة الشريفة.

§        حالة النمروذ، حالة اكتملت كل أسبابها الطبيعية، ولكن نتيجتها أُمِرَت أن تمتنع عن الحصول. والنتيجة أن النار أوقِدت ونشبت ولكنها فقدت حريقها ولظاها!

§        حالة موسى عليه السلام وفلقه البحر بعصاه. نحن هنا أمام سبب ليس من نتائجه الطبيعية فلق البحر على الصورة التي جرت، ولكن النتيجة حصلت بغض النظر عن ذلك!

§        حالة سيف عكاشة – رضي الله عنه – في غزوة بدر (كُسِر سيفه أثناء المعركة، فجاء الى النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي التقط جذل حطب فانقلب في يده الشريفه سيفاً ناوله عكاشة). وهنا نحن أمام شيء موجود، تغير وجوده، ليناسب أن يكون سبباً طبيعياً لنتيجة ما!

أظن أن هذه الحالات الثلاث، وغيرها من التباديل والتوافيق - الممكنة والغير ممكنة في تصورها - لابد أن تؤكد عندنا أن ما نتصوره عن أسباب طبيعية في حياتنا ما هي الا حالة خاصة محدودة من طلاقة القدرة الالهية. ولكنها غير حاصرة ولا مقيدة بحيث لا تتم النتائج الا بها. وأنه ليس هناك علاقة حاكمة بشكل مطلق بين السبب والنتيجة؛ وأن صيحة موسى عليه السلام: "كلا ان معي ربي سيهدين" هي الأكثر صدقاً وأصالة من أي أسباب طبيعية.

وهذا يدفعنا الى النقطتين التاليتين:

  • لابد أن يتواضع الأنسان كثيراً أمام ما حققه، وليس صادقاً أن يدعي: "انما أوتيته على علم عندي"؛ فليس هناك علاقة حاكمة مطلقة بين أي أسباب قد يكون قدمها والنتائج التي حققها؛ وعليه أن يكون ممتناً أكثر لله الذي هداه الى الأسباب المناسبة لتحقيق ما تحقق.
  • خروج التفكير من"الصندوق المغلق" للعلاقة بين الأسباب الطبيعية والنتائج يفتح الفضاء للوصول الى حلول غير تقليدية مستقلة عن القيود السرابية بين الأسباب والنتائج التي قيدتنا يوماً ما؛ وقد يفتح الباب لالهامات أسباب جديدة قريبة عهد بربها.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق