الأربعاء، 12 أكتوبر 2022

بداية الخلق (بتصرف من تصور الشيخ محي الدين ابن عربي)

 




تحقُّق الصمدية اقتضى وجود (عالم مستقل عنها) يقصدها في كل تفاصيلها..

 

النسخة الاولى من العالم بلغت ذروة تطورها مع ظهور ابليس؛ ولكنها عجزت عن التقدم وراء ذلك بسبب افتقارها الى الذكاء الذي يمنحها القدرة على التعلم من التجربة، وحل المشكلات، واستخدام تلك المعرفة للتكيف مع المواقف الجديدة..

 

ظهر ذلك جلياً مثلاً عندما وقف ابليس عاجزاً عن الاستغفار كما يفعل آدم بجانبه؛ لأن الذكاء العاطفي في (نقطة عمياء) بالنسبة لـ (ابليس)، مما تسبب في اعاقته عن الشعور بالذنب والحركة لطلب المغفرة.. 

 

وبالتالي فان النسخة الاولى من العالم لم تستطيع ان تقدم الا صورة من مدار محدود جداً عن (سطح) الصمدية والملأ الأعلى الذي هو (من بعض قواها).. 

 

وظهرت الحاجة بالتالي الى طفرة في الاستعداد تحققت بظهور آدم، الذي يستطيع تغيير مساره، والتعلم من تجاربه، وبالتالي قدرته على اظهار سطح (الصمدية) من كل نقطة على كل خطوط الطول وكل خطوط العرض الممكنة..

 

وبذلك يمكن القول، أن قدرة آدم على التعلم من التجربة، وحل المشكلات، واستخدام تلك المعرفة للتكيف مع المواقف الجديدة، هي النقطة التي استحق بها ان يكون نسخة جديدة/متقدمة من العالم.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق