الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

الشيخ ابن عربي وامتداد حضرة الخيال للواقع المادي

 

اذا نظرت الى الدالة F(x) = x2+1 وحاولت الوصول الى حل لها في مجال الأرقام الحقيقية فانك لن تجد. ولكن النظرية الأساسية في الجبر تنص على ان كل معادلة متعددة الحدود من الدرجة (ن) لها عدد (ن) من الجذور/الحلول. وهذا يعني ان الدالة لها حلول، ولكنها موجودة في مجالات أخرى غير مجال الأرقام الحقيقية.


وبالفعل، فقد امكن تحديد هذه الجذور رياضياً في مجال الأرقام المركبة التي تحتوي على ارقام في مستويات تخيلية (± الجذر التربيعي لـ -١). 

 

بقيت تلك الحلول اقرب الى كونها حلول فلسفية اكثر من كونها حلول رياضية نظراً لصعوبة تمثيل ما يعنيه كونها في مستويات تخيلية..

 

وقد استمر الحال كذلك لمدة ليست بالقصيرة، حتى ظهرت الحواسب الآلية، واصبح من الممكن تصوير الدالة في ابعادها التخيلية؛ عندها اصبح من الممكن رؤية تلك الحلول واحداثياتها بكل دقة ووضوح.

 

لقد اعادت صورة الدالة في ابعادها الكاملة - الحقيقية والتخيلية - العديد من القضايا الفلسفية الى الواجهة مرة اخرى، مثل:

 

·     ان الابعاد الحقيقية في الواقع المادي ليست اكثر من مسقط علوي عما هي عليه الأشياء في حقيقة وجودها.

 

·     ان الفكرة الفلسفية التي قدمها الشيخ محي الدين ابن عربي في كتبه، وخاصة كتاب فصوص الحكم من ان حضرة الخيال انما هي امتداد للواقع المادي ليست مجرد فكرة فلسفية.. 

 

·     وان عجز ادراكنا مثلاً لصورة مثل: {وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى} لا يعود لعدم كونها حقيقة؛ ولكن الادعى، أن حقيقتها تقع خارج حدود قدرات تصوير واقعنا المادي لها.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق