الخميس، 8 نوفمبر 2012

سوروس ونموذج توقع المستقبل


يذهب جورج سوروس في كتابه "ازمة الراسمالية العالمية"، الى القول:
"استطيع ان ادعي ان اراء المشاركين دائما ما تجافي الواقع ولكني لا استطيع ان اثبت ذلك، لاننا لا نعلم ما سيكون عليه الواقع في غياب اراءنا. استطيع ان انتظر الاحداث لتتكشف وتظهر مجافاتها للتوقعات، ولكن، وكما اشرت، الاحداث اللاحقة لا تخدم ان تكون متغيرا مستقلا لتقرير ما كانت لتكون عليه التوقعات الصحيحة، حيث لو اختلفت التوقعات ربما ادى ذلك الى مسار اخر للاحداث". انتهى.
ان ما يذهب اليه سوروس هنا باختصار، انه لا يمكن معرفة ما كان يمكن ان تكون عليه التوقعات الصحيحة لاي حدث؛ كما انه يقتضي عدم الامكانية المطلقة لتوقع حدث ما.
وعلى ذلك كان الحل عنده هو توقع احداث المستقبل واستخدام هذه النقطة في المستقبل للوقوف عليها والاطلال منها على تطور الاحداث المتقدمة نحو المستقبل، وملاحظة النقاط التي يفترق عندها مسار تقدم الاحداث عن مسار التوقعات واتخاذ تلك النقاط محطات لتعديل التوقعات.
المأخذ على علاج سوروس هنا أنه يبقي المستقبل سجين فكرة ان المستقبل هو امتداد للماضي. وفي هذا تضييق بين على قدرة الخيال على صناعة واقع جديد- نظرية النسبية كمثال.
وهذا بدوره يقترح اسلوبا مختلفا في معالجة هذا المجهول. فلا يبدوا أنه يجدي مع هذا المجهول شيئا محاولة توقعه. ما يجب ان نشتغل به فعلا هو ان نفكر و نختار المستقبل الذي نطمح ان يكون، ثم ندفع بقالب التوقعات الى قلب الاحداث لتنحت عنه زوائده التي تتجافى مع الواقع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق