الأربعاء، 3 فبراير 2016

أشخاص في حياتي: السيدة عباسية عبد الهادي كتبي




هي عمة والدي. كانت شخصية فذة وقوية. وطوال حياتها كان احترامها واجلالها عند سيدي الوالد وعمي يمتد الى المالانهاية.

منذ أن وعيت، كان سيدي الوالد هو المكلف برعاية شئونها، واستمر الحال كذلك حتى وفاته. أنتقلت بعدها مهمة رعاية شئونها الى عمي السيد حسن كتبي حتى بدايات الربع الثاني من عام 1988م؛ وانتقلت رعايتها – بفضل الله – بتكليف من عمي لي في يوم 27 ابريل 1988م، وبقيت كذلك حتى انتقلت الى الرفيق الأعلى.

كانت عزة نفسها يرحمها الله شامخة تلامس أطراف السماء، وكانت تحرسها بكل ما أوتيت من قوة. أذكر أنها كانت لها جلسة في نهاية نهار كل يوم تحب أن تشرب فيها الشاي. ولما صار يمنعها مرضها من القدرة على القيام بذلك بنفسها، أصبحت خادمتها تقوم عنها بذلك، ولكن الخادمة لم تكن موفقة في العناية بتقديم الشاي لها بالشكل اللائق الذي اعتادته لنفسها. وفي يوم من الأيام ظننت انني أمام مشهد من مشاهد الأنفجار الكوني! وانتهى بانها الزمت نفسها بالتوقف عن شرب الشاي الى الأبد؛ حتى لا تعود نفسها أن تقبل بخدمة لا تليق بها من أجل متعة اعتادت عليها، حتى ولو كان اعتيادها عليها امتد بطول عمرها كله.

اللهم تغمدها برحمتك، واغفر لها، وأدخلها فسيح جناتك، واجعلها من أول الواردين على حوض نبيك المصطفى – صلى الله عليه وسلم - ومن أوائل الناظرين الى وجهك الكريم.

روحها اشتهت الرحمة فترحموا عليها وادعوا لها.



هناك 3 تعليقات:

  1. ربنا يرحمها ويغفر لها ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة
    ربنا يرزقها الفردوس الاعلى باذن الله هي وجميع موتا المسلمين
    اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

    ردحذف
  2. كانت نسيج فريد وحدها لحمتها موصولة بوالدها الجليل السيد عبد الهادي كتبي .. عزة نفس مع انضباط متناهي الدقة .
    وحضور مهيب حتى نهاية أيامها رحمها اللة.

    ردحذف
  3. كانت نسيج فريد وحدها لحمتها موصولة بوالدها الجليل السيد عبد الهادي كتبي .. عزة نفس مع انضباط متناهي الدقة .
    وحضور مهيب حتى نهاية أيامها رحمها اللة.

    ردحذف