الجمعة، 22 أبريل 2016

حتى نستحق (كنتم خير أمة) ونستفيد من عطاءها




الشعور بـ (الخيرية) من المفترض أنه العامل الأهم بين ثلاثة عوامل يعتقد أنها الأكثر تنبؤاً بنجاح المجتمعات بحسب الدراسة التي قام بها الباحثان Amy Chua و Jed Rubenfeld.

فمن المفترض أن تمثل عامل ضغط إيجابي مهم للتفوق على المعايير التي تفرضها المجتمعات لترشيد الفرصة بين أفرادها، وهي بذلك محرك مهم لبذل التفوق والامتياز.

وهي كذلك من المفترض أن تمنح الفرد الطاقة على تحمل ضراوة المنافسة وتحدياتها؛ فقد ارتبط شدة البلاء بسمو الخيرية في العديد من الادبيات، وبالتالي فهي مُعين مهم لتحمل أي ضغوط قد تترتب على ذلك.

الغريب، أن (الخيرية) في مجتمعاتنا لم تستطيع أن تعطي هذا العطاء. فلا هي استطاعت أن تدفع المجتمع للتفوق والامتياز فيصبح من مجتمعات العالم الأول. ولا هي استطاعت حمل أفراده على تحمل ضراوة المنافسة في اعمار الحياة - بل على العكس - رأيناهم يتسابقون على كل (مخرج) يلاقونه للخروج من تلك المنافسة الى أحضان (القاعدة) أو (داعش) أو غيرها...

الحقيقة الراسخة، أن الخيرية مكفولة بضمانة الخالق؛ وأن عطاءها أثبتته الأبحاث والدراسات.

أين الخلل اذاً؟

أعتقد أننا لم نبعث شغف التفوق والامتياز في مجتمعاتنا؛ ولا الالتزام بعمارة الأرض، وسد كل مخرج، بحيث لايجد أي فرد سبيلاً غير عمارة الأرض لعبور الحياة؛ فقط عندما نقوم بذلك، سنستطيع استرداد استحقاقنا لـ (كنتم خير أمة) ونستفيد من عطاءاتها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق