الأحد، 29 مارس 2020

الاثر الضريبي على نهضة الامم




من اللافت جداً الشاهد البياني الذي اورده ثوماس بيكيتي في كتابه  Capital and Ideology حول الأثر الضريبي على نهضة الامم..
ويوضح الشاهد الفرق بين اوروبا والامبراطوريتان العثمانية والصينية خلال الفترة بين عامي 1500 – 1850م تجاه الاصلاحات الضريبية..
اوروبا ادركت منذ العام 1650م تقريباً اهمية اصلاح النظام الضريبي واعتباره مصدراً حيوياً من مصادر توفير الموارد اللازمة لنهضتها، وهو ما انعكس فعلاً من شاهد الواقع على مركزها بين الامم..
اما الامبراطوريتان العثمانية والصينية فلم تلقيا بالاً للاصلاحات الضريبية في انظمتهما؛ والنتيجة يخبرنا بها التاريخ في حالة الامبراطورية العثمانية من الضعف والانهيار الذي آلت اليه؛ ويخبرنا بها الواقع في حالة الامبراطورية الصينية والتي دامت لفترة طويلة في الضعف والوهن حتى قررت الصين ارساء نظامها الضريبي في العام 1980م؛ ونعلم ما حدث من نهضة كبيرة في المجتمع الصيني على اثر ذلك.
هذا لا ينبغي ان يمر دون التعليق عليه بالنقاط التالية:
§         اولاً، ارساء النظام الضريبي وتطبيقه والانتفاع بنتائجه غير مرتبط بوجود مناخ ديموقراطي من عدمه. فقد اعطى نتائجه في الصين بنفس القدر الذي احدثه في اوروبا قبله وربما بقدر اعظم.
§         ثانياً، لابد ان نحترم فطرة الصديق رضي الله عنه عندما وقف حازماُ في وجه التهاون او الاخلال بنظام جباية الزكاة في فجر الدولة الاسلامية، وربما سمح ذلك باضافة سبب واقعي لنهضة الدولة في ذلك العصر.  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق